بيت عطاء الخير الاسلامي

كلمات

لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ
لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ

لم يدر "حِطّان بن المُعَلَّى" عندما نظم أبياته هذه
كم ستسبّب لي حزناً وإحساساً بقيد يأسرني..
عشت معها سنوات أردّدها وأكتم ألماً دفيناً
وإحساساً بالعجز كنت ولا زلت أكرهه..

كنت أنظر إلى بنيّاتي وتتنازعني رغبتان..
رغبتي في الانطلاق..
وحبي الشديد لهنّ وإدراكي لحجم مسؤوليتي تجاههن..

ومرّت السنووووون..
وكبرت البنيّات ..
وأصبحن أمهات وجدات ..
والحمد لله.. بقي في العمر ما يسمح لي بالانطلاق
والضرب في طول البلاد وعرضها
لأشقّ طريقي وأحقّق مرادي...

سأضرب في طول البلاد وعرضها ** أنال مرادي أو أموت غريبا
فإن تلفت نفسي فـلّله درّهـا ** وإن سَلِمَتْ كان الرجوع قريبا

وهكذا هي أمور الحياة بحلوها ومرّها لا تدوم..
ولا يُمكن أن تستقر على حال..

فليتنا لا ندع فرحة تُنسينا ما بعدها وما هو مقدّرٌ لنا..
ولا ندع حزناً يجمع الغيوم السوداء ويسد أفقنا
فيمنع عنّا الأمل بالله والتفاؤل والثقة بأنّ هناك دوماً جديد ........

لا يدوم على حال إلاّ مُغيّر الأحوال..
مهما اشتدت الأزمة وزاد الوجع وكثر الظلم..
ستفرج بإذن الله.
اللهم نسألك التوفيق والسداد.

بيان الطنطاوي

هيفولا:)