![]() |
لا بد من قبول المحل
الأخت / الملكة نـــور لا بد من قبول المحل فائدة لا بد من قبول المحل لما يوضع فيه أن يفرغ من ضدّه قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضدّه. وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو و الاعتقادات و الرادات . فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا و محبّة , لم يبق فيه لاعتقاد الحق و محبّته موضع , كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع,, لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه, إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها فكذلك القلب المشغول بمحبّة غير الله وإرادته , والشوق إليه لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلّقه بغيره . و لا حركة اللسان بذكره, والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره و خدمته . فإذا امتلاء القلب بالشغل بالمخلوق , و العلوم التي لا تنفع, لم يبق فيها موضع للشغل بالله و معرفة أسمائه و صفاته و أحكامه . و سر ذلك : أن إصغاء القلب كإصغاء الأذن, فإذا صغى إلى غير حديث الله , لم يبق فيه إصغاء , و لا فهم لحديثه , كما إذا مال إلى غير محبّة الله , لم يبق فيه ميل إلى محبّته . فإذا نطق القلب بغير ذكره , لم يبق فيه محل للنطق بذكره كاللسان . ولهذا في الصحيح عن النبي أنه قال : ( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا ) أخرجه البخاري في الأدب 10\564 (6155) , ومسلم في الشعر , و أبو داود , و الترمذي, و جميعاً من حديث أبو هريرة . فبيّن أ، الجوف يمتلئ بالشعر فكذلك يمتلئ بالشبه والشكوك والخيالات والتقديرات التي لا وجود لها, والعلوم التي لا تنفع, و المفكّهات والمضحكات والحكايات ونحوها . و إذا امتلاء القلب بذلك جاءته حقائق القرآن والعلم الذي به كماله وسعادته فلم تجد فيه فراغا لها ولا قبولا , فتعدته وجاوزته إلى محل سواه , كما إذا بذلت النصيحة لقلب ملآن من ضدها لا منفذ لها فيه فانه لا يقبلها , ولا تلج فيه لكن تمر مجتازة لا مستوطنة , و لذلك قيل : نزّه فؤادك عن سوانا تلقنا فجنابنا حل لكل منزّه و الصبر طلسم لكنز وصالنا من حلّ ذا الطلسم فاز بكنزه و بالله التوفيق . |
All times are GMT +3. The time now is 10:47 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.