بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   الشجرة الطيبة و عطاء المسلم (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=18918)

adnan 04-15-2014 10:01 PM

الشجرة الطيبة و عطاء المسلم
 
الأخت الزميلة / ســـراب

الشجرة الطيبة و عطاء المسلم
الشجرة الطيبة وعطاء المسلم .
بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم )
. فظننت أنه يعني النخلة ، فأردت أن أقول : هي النخلة
يا رسول الله ، ثم التفت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكت ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( هي النخلة ).
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري
- الصفحة أو الرقم: 5444 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
من بدائع التوجيهات النبوية .
ضرب المثل للمسلم بشجرة النخل لغرس الفضائل في نفوس الصحابة
رضي الله عنهم بأسلوب مشوق مستمد من أمثلة محسوسة وواقع مألوف
لديهم . ولو تأملنا هذا المثل لوجدنا أوجها كثيرة للتشبه بين النخلة
والمسلم . النخلة شجرة من أجود الشجر وأعلاها مرتبة من كثرة خيرها
ودوام ظلها وطيب ثمرها ووجوده على الدوام , فإنه من حين طلوعه
لا يزال يؤكل أنواعا : بلحا رطبا و تمرا وغير ذلك ..
وإذا يبست النخلة يتخذ منها منافع كثيرة فخشبها , وورقها وأغصانها ,
تستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحبالا وأواني وغير ذلك .
ثم آخر شيء ينتفع به منها هو نواها فإنه يتخذ علفا للإبل .
وكذلك المسلم أو المؤمن كله خير ونفع .
وبركته عامة في جميع الأحوال , ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد
موته . فهو ذو عمل صالح وقول حسن , كثير الطاعات على ألوانها
ما بين صائم , ومصل , وتال للقرآن , وذاكر لله ومذكر به ومتصدق ,
وآمر بالمعروف وناه عن المنكر . يخالط الناس ويصبر على أذاهم ,
آلف مألوف ينفع ولا يضر , جميل المظهر والمخبر مكارم أخلاقه
مبذولة للناس يعطي ولا يمنع , ويؤثر ولا يطمع , لا يزيد طول الأيام
إلا بسوقا وارتفاعا عن الدنايا , ولا تجد فيه الشدائد والأهوال إلا رسوخا
على الحق وثباتا عليه وسموا إلى الخير والنفع , وشفوفا عن السفاسف
عمله صاعد إلى ربه بالقبول والرضوان ,
إن جالسته نفعك , وإن شاركته نفعك , وإن صاحبته نفعك , وإن شاورته
نفعك , وكل شأن من شؤونه منفعة , وما يصدر عنه من العلوم فهو قوت
للأرواح والقلوب , لا يزال مستورا بدينه , لا يعرى من لباس التقوى
ولا ينقطع عمله في غنى أو فقر , ولا في صحة أو مرض .
بل لا ينقطع عمله حتى بعد موته ,
إذا نظر من حياته لآخرته , واغتنم من يومه لغده ينتفع بكل ما يصدر
عنه حيا وميتا , إذ مبعث تصرفاته كلها الإيمان بالله , والنفع لعباد الله
ما أعظم المؤمن


All times are GMT +3. The time now is 06:56 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.