![]() |
ومضات سماح ( 009 )
الأخت الزميلة / سماح العربي ومضاتسماح الإيمانية ( 009 ) اسم الله الرزّاق و قد ورد اسم الله (الرزّاق) في موضع واحد من القرآن الكريم ، وهو قول الله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } (الذاريات ٥٨) وورد اسم (الرَّازق) بصيغة الجمع في مواضع منها قوله تعالى : { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } (المائدة ١١٤) ، وورد أيضاً في السنة كما سيأتي ذكره في (القابض الباسط ) . فالله سبحانه هو الرزَّاق. أي : المتكفل بأرزاق العباد ، القائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها ، قال تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } (هود ٦) وقال تعالى { وَكَأَين من دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } (العنكبوت ٦٠) . ورزق الله لعباده نوعان : النوع الأول : رزق عام يشمل البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، والأوّلين والآخرين ، وهو رزق الأبدان { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ إِلاَّ عَلَى ٱللَّهِ رِزْقُهَا } (هود. ٦) . وعليه فليس كثرة هذا الرِّزق في الدّنيا دليلاً على كرامة العبد عند الله ، كما أن قلَّته ليس دليلاً على هوانه عنده ، قال تعالى { فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَكْرَمَنِ * وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبيۤ أَهَانَنِ } (الفجر ١٥-١٧) ، أي : ليس كلُّ من نعّمتُه في الدّنيا فهو كريم عليّ ، ولا كل من قدَرْتُ عليه رزقه فهو مُهان لديّ ،وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق ، ابتلاء من الله وامتحان ليعلم الشاكر من الكافر ، والصابر من الجازع . النوع الثاني : رزق خاص ، وهو رزق القلوب ، وتغذيتها بالعلم ، والإيمان ، والرزق الحلال الذي يعين على صلاح الدين ، وهذا خاص بالمؤمنين على مراتبهم منه بحسب ما تقتضيه حكمته ورحمته ويُتمُّ سبحانه كرامته لهم ، ومنّه عليهم بإدخالهم يوم القيامة جنّات النعيم، قال تعالى { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً } (الطلاق ١١) . |
All times are GMT +3. The time now is 01:18 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.