![]() |
تلك أختي تحيي الليل كله
الأخت / الملكة نـــور تلك أختي تحيي الليل كله حتى الصباح حدَّث أحدهم قال : بينما انا أسير فى طريق اليمن إذا بغلام واقف على الطريق يمجد ربه بأبيات من شعر و يقول : مليك فى السماء به إفتخارى .... عزيز القدر ليس به خفاء فدنوت منه و سلمت عليه فقال : ما انا برادِّ عليك سلامك حتى تؤدى من حقي الذى يجب عليك فقلت و ما حقك ؟ قال : أنا غلام على مذهب إبراهيم الخليل و لا أتغدى و لا أتعشى كل يوم حتى أسير الميل و الميلين فى طلب الضيف فأجبته إلى ذلك فرحب بى و سار بى حتى قربنا خيمة شعر فلما قربنا صاح : يا أختاه فأجابته جاريه من الخيمة يالبَّيكاه قال : قومى إلى ضيفنا هذا فقالت : اصبر حتى أشكر المولى الذى سبَّب لنا هذا الضيف , فقامت و صلَّت ركعتين لله فأدخلنى الخيمة , فأجلسنى , فأخذ الغلام الشفره و أخذ عناقا { أى الأنثى من ولد الماعز} له ليذبحها , فلما جلست نظرت إلى جارية أحسن الناس وجهاً , فكنت أسارقها النظر , ففطنت لبعض لحظاتى , فقالت لى : مه - أى كُف - , أما علمت أنه قد نُقل إلينا من صاحب يثرب – أى رسول الله صلى الله عليه و سلم - أنَّ زنى العينين النظر , أما إني ما أردت أوبخك و لكني أردت أن اؤدِّبك لكيلا تعود لمثل هذا , فلما كان وقت النوم بت أنا و الغلام خارج الخيمة , فكنت أسمع دوي القرآن الليل كله أحسن صوت يكون و أرقَّهُ , فلما أن أصبحت قلت للغلام : صوت من كان ذلك ؟ فقال : تلك أختى تحيي الليل كله حتى الصباح , فقلتُ : يا غلام , أنت أحق بهذا العمل من أختك , أنت رجل و هي إمرأة , فتبسم ثم قال : ويحك يا فتى! أما علمت , أنه موفَّق و مخذول . |
All times are GMT +3. The time now is 08:40 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.