بيت عطاء الخير الاسلامي
(
http://www.ataaalkhayer.com/index.php
)
-
الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير
(
http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20
)
- -
الأربعين النووية :حديث { ذهب أهل الدثور بالأجور }
(
http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=2191
)
vip_vip
09-26-2010 07:30 PM
الأربعين النووية :حديث { ذهب أهل الدثور بالأجور }
الأربعين النووية :حديث { ذهب أهل الدثور بالأجور }
عن
أبي ذر
رضي الله عنه :
أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا له :
يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ،
ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم . قال :
( أوليس قد جعل الله لكم ما تصدّقون ؟ إن لكم بكل تسبيحة
صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة
صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة .، ونهي عن منكر صدقة ،
وفي بضع أحدكم صدقة )
،
قالوا : يا رسول الله ، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ،
قال :
( أرأيتم لو وضعها في حرام ، أكان عليه وزر ؟
فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر )
رواه
مسلم
.
الشرح
يوم أن خلق الله تعالى هذه الدنيا ، بثّ فيها ما يكفل للإنسان
عيشا رغيدا وحياة هانئة سعيدة ، إلا أن هذه الحياة على
اتساعها وجمال ما فيها مآلها إلى الفناء ، كالزهرة اليانعة في
البستان ، سرعان ما تذبل وتسقط أوراقها ، وإنما هيأها الله لبني
آدم كي تكون مزرعة للآخرة ، ومجالا واسعا للتنافس على طاعة
الله ، والتسابق في ميادين الخير
.
ولقد كان هذا هو همّ الصحابة الأول ، وتطلعهم الأسمى ، فشمّروا
عن سواعد الجد ، وانطلقوا مسارعين إلى ربهم ، بقلوب قد طال
شوقها إلى الجنة ، ونفوس قد تاقت إلى نعيمها الدائم ، فكان
الواحد منهم إذا سمع عن عمل يقرّبه إلى الله ويدنيه من رحمته
كان أول الممتثلين له ، عملا بقوله تعالى :
{ وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض أعدت للمتقين }
( آل عمران : 133 ) .
ولئن كانت ميادين الصلاة والصيام ونحوها مقدورة من أغلب
الناس ، إلا أن الصدقة بالمال مقصورة على أغنياء المسلمين
القادرين على بذله والجود به ، ومن هنا دخل الحزن قلوب فقراء
الصحابة ، إذ فاتهم هذا المضمار من
مضامير الخير
، وكلما
سمعوا آية أو حديثا يحث الناس على البذل والصدقة ، ويبيّن
فضلها وما أعد الله
لأهلها
، حزّ ذلك في نفوسهم ، فذهبوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم شاكين له ،
ولنعش
معا لحظات
ماتعة مع هذا الموقف العظيم الذي يرويه لنا أبو ذر
رضي الله عنه
.
لقد قال الصحابه :
" يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالأجور "
، ولم يكن قولهم هذا انطلاقا من الحسد لإخوانهم ، أو طمعا في
الثراء ، ولكنه خرج مخرج الغبطة وتمني حصول الخير ،
ليحوزوا المرتبة التي امتاز بها الأغنياء ، ونظير هذا قول
النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته
في الحق )
متفق عليه .
وهنا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما يدور في نفوس أصحابه
من اللهفة إلى
الخير
، فعالج ذلك الموقف بكل حكمة ، وبيّن لهم
سعة مفهوم الصدقة ، فإنها
ليست مقصورة
على المال فحسب ،
بل تشمل كل أنواع الخير ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم
( إن بكل تسبيحة صدقة )
.
إن ذكر الله تعالى من التكبير والتسبيح والتهليل والتحميد ،
هو من الباقيات الصالحات التي ذكرها الله تعالى في قوله :
{ والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا }
( الكهف : 46 ) ، وقد وردت نصوص كثيرة تدل على فضل الذكر
، ففي مسند
أحمد
وعند
الترمذي
عن أبي الدرداء رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في
درجاتكم ؟ ، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق ، وخير لكم من
أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا :
بلى يا رسول الله . قال : ذكر الله عز وجل )
وقال
أبو الدرداء
راوي الحديث :
"
لأن أقول الله أكبر مائة مرة ،
أحبّ إليّ من أن أتصدق بمائة دينار "
،
وفي حديث آخر يقول
النبي صلى الله عليه وسلم
:
( سبق المفردون . قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال :
الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )
رواه
مسلم
.
فذكر الله من أعظم صدقات العبد على نفسه .
وفي الجانب الآخر
: فإن دعوة الناس إلى التزام الأوامر وترك
النواهي إنما هو صدقة متعدية إلى أفراد المجتمع ، ودليل على
خيرية هذه الأمة ، كما قال الله عزوجل في كتابه :
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون
عن المنكر وتؤمنون بالله }
( آل عمران : 110 ) ،
وهذا النوع من الصدقة واجب على كل أفراد الأمة كلٌّ بحسبه ،
علاوة على أنه ضمان لسلامتها وتصحيح مسارها .
ويجدر بنا أن نشير إلى أن أبواب الخير غير مقصورة على ما
ورد في الحديث ، بل وردت أعمال أخرى أخذت وصف الصدقة :
منها
التبسم
في وجه الأخ
، وعزل الشوكة
أو الحجر عن طريق
الناس ، وإسماع الأصم والأبكم حتى يفهم ، وإرشاد الأعمى
الطريق ، و
السعي
في حاجة الملهوف ، ونفقة
الرجل
على أهله ،
بل كل ما هو داخل في لفظة
( المعروف )
يعتبر صدقة من
الصدقات إما على النفس أو على المجتمع .
ثم تتضح سعة فضل الله تعالى على عباده ، حينما رتّب الأجر
والثواب على ما يمارسه الإنسان في يومه وليلته مما هو
مقتضى فطرته وطبيعته ، وذلك إذا أخلص فيه النية لربه ،
واحتسب الأجر والثواب ، فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن
المرء إذا أتى أهله ، ونوى بذلك إعفاف نفسه وأهله عن الحرام ،
والوفاء بحق زوجته ، وطلب الذرية الصالحة التي تكون ذخرا له
بعد موته ، فإنه يؤجر على هذه النيّة .
وهكذا يتسع مفهوم الصدقة ليشمل العادات التي يخلص أصحابها
في نياتهم ، فهي دعوة إلى احتساب الأجر عند كل عمل ،
واستحضار النية الصالحة عند ممارسة الحياة اليوميّة ،
نسأل الله أن يعيننا على طاعته .
All times are GMT +3. The time now is
02:03 AM
.
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.