![]() |
ممن توفى سنة سبع واربع ومائتين
من:الأخ / مصطفى آل حمد ممن توفي سنة سبع وأربعين ومائتين هـ من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله وفيها: توفي من الأعيان: إبراهيم بن سعيد الجوهري، وسفيان بن وكيع بن الجراح، وسلمة بن شبيب. وأبو عثمان المازني النحوي واسمه: بكر بن محمد بن عثمان البصري، شيخ النحاة في زمانه. أخذه عن: أبي عبيدة والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وغيرهم. وأخذ عنه: أبو العباس المبرد وأكثر عنه. وللمازني مصنفات كثيرة في هذا الشأن، وكان شبيهاً بالفقهاء ورعاً زاهداً ثقةً مأموناً. روى عنه المبرد: أن رجلاً من أهل الذمة طلب منه أن يقرأ عليه كتاب سيبويه ويعطيه مائة دينار، فامتنع من ذلك. فلامه بعض الناس في ذلك فقال: إنما تركت أخذ الأجرة عليه لما فيه من آيات الله تعالى. فاتفق بعد هذا أن جارية غنت بحضرة الواثق: أظلوم إن مصابكم رجلاً * رد السلام تحية ظلم فاختلف من بحضرة الواثق في إعراب هذا البيت، وهل يكون رجلاً مرفوعاً أو منصوباً، وبم نصب؟ أهو اسم أو ماذا ؟ وأصرت الجارية على أن المازني حفظها هذا هكذا. قال: فأرسل الخليفة إليه، فلما مثل بين يديه قال له: أنت المازني ؟ قال: نعم ! قال: من مازن تميم، أم من مازن ربيعة، أم مازن قيس ؟ فقلت: من مازن ربيعة. فأخذ يكلمني بلغتي، فقال: باسمك ؟ وهم يقلبون الباء ميماً والميم باء، فكرهت أن أقول مكر فقلت: بكر. فأعجبه إعراضي عن المكر إلى البكر، وعرف ما أردت. فقال: على م انتصب رجلاً ؟ فقلت: لأنه معمول المصدر بمصابكم. فأخذ اليزيدي يعارضه فعلاه المازني بالحجة، فأطلق له الخليفة ألف دينار، ورده إلى أهله مكرماً. فعوضه الله عن المائة الدينار - لما تركها لله سبحانه ولم يمكن الذمي من قراءة الكتاب لأجل ما فيه من القرآن - ألف دينار عشرة أمثالها. روى المبرد عنه، قال: أقرأت رجلاً كتاب سيبويه إلى آخره، فلما انتهى إلى آخره، قال لي: أما أنت أيها الشيخ فجزاك الله خيراً، وأما أنا فوالله ما فهمت منه حرفاً. توفي المازني في هذه السنة، وقيل: في سنة ثمان وأربعين. |
All times are GMT +3. The time now is 04:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.