![]() |
الحلقه الثانيه ( إتيكيت الطعام و آداب المائدة )
الحلقةالثانية ( إتيكيت الطعام و آداب المائدة ) هلتعلم ؟؟ مئذنة الكُتُبيه التي أقيمت في مدينة مراكش الغربية منذ ثمانية قرون ، مُزج في مواد بنائها 900 كيس من المسك ، بحيث تظل عابقة دائماً بعطره *************** إمتداد لسلسلة البروتوكول و الدبلوماسية فى الحضارة الاسلامية نتطرق اليوم لموضوع آخر جديد و هو آداب الطعام و المآدب بين الحضارة الاسلامية والعصر الحديث لما كان الأنسان هو خليفة الله فى الارض ، خلقه للقيام بواجبات العبادة و لإعمار الكون و إظهار المشئية الالهية من ناحية ثانية ، و لما كان التعارف هو وسيلة الالتقاء بين الناس على النحو المعروف لذا فإن الاكل يعد حجر الزاوية فى هذه الامور جميعا ، فهو الذي يقيم البدن و يقويه و ينميه و من ثم يستطيع القيام بالواجبات المنوطة به كما أن للوليمة أهمية كبرى فى التعارف و إقامة الود بين الناس و توطيد العلاقات و الصداقات بينهم ، و عليه فان آداب الأكل و الولائم من أهم موضوعات البروتوكول و الإلتزام بها يدل عن شخصية الفرد و ثقافته و حضارته و الطبقة الأجتماعية التى ينتمى اليها و سنتناول الأن آداب الطعام و الولائم فى الإسلام ثم فى المجتمع الحديث على النحو السابق فى سلسلة حلقاتنا حول الموضوع أولا : بروتوكول الطعام والولائم فى الاسلام نظر الاسلام إلى الأكل كوظيفة أجتماعية ذات طابع دينى فقد قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } البقرة172 و الربط بين الأكل و الدين يجعل للأكل آدابا تجدر مراعاتها و يمكن تقسيم هذه الآداب الى آداب متعلقة بحالة الأكل منفردا و آداب الولائم و يتعلق بهذا الامر عدة آداب عامة نورد منها أولا : آداب الأكل منفردا أ - الآداب السابقة للطعام 1- يلزم أن يكون الطعام طيبا ، أى مكتسبا من حلال 2 - غسيل اليدين قبل تناول الطعام و كذلك بعده و هذا يبرز حرص الإسلام على النظافة و الطهارة دائما 3 - يحبذ الإسلام أن يكون الطعام موضوعا على الأرض إقتداءً بالنبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و أن كان ليس هناك مانع من الأكل على المائدة 4- الجثو على الركبتين أو نصب الرجل اليمنى و الجلوس على اليسرى كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم 5 - أن يرضى الأنسان بالموجود من الطعام و ينوى بالأكل وجه الله و التقوى على عبادته ب - آداب حالة الاكل 1- يبدأ المسلم الأكل ببسم الله الرحمن الرحيم و يختم بالحمد لله و الدعاء المعهود 2 - الأكل باليمين و مما أمامه و أن يُصغر اللقمة و يجيد مضغها 3 – لا يمد المسلم يده للقمة ما لم يبلع الأخرى و كذا لا يذم مأكولا فأذا لم يعجبه تركه 4 - التمهل فى الطعام خاصة إذا كان ساخنا و لا ينبغى النفخ فى الطعام بغرض تبريده لما فيه من نهى عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم 5 - بالنسبة للفاكهة يمكن للفرد أن يقلب الطبق ليختار ما يأكل و يفضل أن يأكل وتراً 6 – لا يستحب الجمع بين الفاكهة و بذورها أو نواتها فى طبق واحد جـ - آداب ما بعد تناول الطعام 1 - من الأدب الإسلامى الأمساك قبل الشبع 2 - غسيل الفم و اليدين بعد الطعام 3 - الدعاء المأثور بعد الطعام اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار 4 - إذا اكل المرء طعاما عند غيره يفضل أن يدعو له بالدعاء المأثور و ليقل اللهم كثر خيره و بارك له فيما رزقته ، و يسر له أن يفعل فيه خيرا ، و قنعه بما أعطيته ، و أجعلنا و إياه من الشاكرين 5 - اذا شرب بعد الطعام يستحسن مص الكأس و ليس عبه عبا كما يفضل أن يشرب جالسا و لا يتنفس فى الإناء و فى حالة إذا كان الشرب ضمن مجموعة فليبدأ بالذى في اليمين و لو كان أقل درجة و مكانة ثانيا : آداب الولائم ينظر الإسلام للمسلمين جميعا كأخوة متحابين متآلفين فى الله عز و جل لذا فإكرام الزائر واجب شرعى فتقديم الطعام للأخوان الزائرين فيه فضل كبير و لكن له آداب منها :- 1- لا ينبغى للمرء أن يقصد قوما متربصا وقت طعامهم فتلك من المفاجأة المنهى عنها فأذا تصادف و أن دخل على قوم وقت طعامهم فلا بد و أن يحس منهم برغبة أكيدة لإطعامه و ليس خجلا منه 2- ترك التكلف و تقديم ما هو حاضر للضيف و عدم المبالغة من أجل المباهاة 3 - لا ينبغى للزائر أن يقترح أو يطلب طعاما بعينه فربما يشق عليهم إحضار هذا الطعام له ثالثا : اداب الضيافة عندما يزور أنسان أخاه فيكون ضيفا عليه يرسم الإسلام عدة آداب و هى بمثابة مراسم للضيافة و يمكن تقسيمها إلى ستة أقسام و هى الدعوة ثم إجابة الدعوة ثم الحضور ثم تقديم الطعام ثم الأكل و أخيرا الإنصراف يحث الإسلام على الإستضافة و قد سُئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ما الإيمان فقال : إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام و هذا الحديث رغم قلة كلماته فأن معانيه البروتوكولية كبيرة و دلالته الأجتماعية أكبر - من ناحية توجيه الدعوة يعلمنا الإسلام أنه ينبغى على الداعى أن يدعو الأتقياء دون الفساق و يحض على توجيه الدعوة للأقارب لما فيه من صلة للرحم و لا يفضل توجيه الدعوة لما يعلم أنه يشق عليه الإجابة - وعن إجابة الدعوة ينبغى ألا تميز بن غنى و فقير لأنه من التكبر المنهى عنه شرعا إلا إذا أحس المدعو أن الداعى غير صادق فى دعوته فيكن الإعتذار أو التعلل باية حجة - و تتمثل آداب الحضور أن يدخل الدار و لا يتصدر فيأخذ أحسن المواضع بل يتواضع و لا يتأخر عن موعد الدعوة و كذلك لا يتعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الإستعداد و لا ينبغى أن يجلس فى مقابل حجر الطعام التى بها مكان النساء و لا يكثر النظر الى الموضع الذى يدخل منه الطعام فهو دليل على الشره المذموم و يخص بالتحية و السلام من يقرب منه إذا جلس جواره و يتبادل معه الحديث - و عن آداب تقديم الطعام ينبغى على الداعى تعجيل الطعام و إذا تأخر أحد المدعوين لا ينبغى إنتظاره أكثر من اللازم ففيه إنقاص من حق الحاضرين و من الأداب الإسلامية عدم ضرورة إكثار الأصناف المقدمة كما يفضل أن يكون اللحم مطهيا طهيا جيدا و إذا تعددت الأصناف على المائدة فعلى صاحب الدعوة لفت نظر المدعوين لذلك حتى لا يأخذوا كفايتهم من صنف واحد ، و من الأدب ألا يفرغ الداعى من طعامه قبل الضيوف و ألا يرفع أصناف الطعام قبل أن يفرغوا تماما و يجب عليه أن يحجز قدرا من الطعام لأهل المنزل حتى لا تكون أعينهم طامحة لرجوع شئ مما قدم للضيوف - و أخيرا عن آداب الإنصراف بعد الطعام فيجب على الداعى توديع الضيف حتى باب الدار و كذلك أستقبالهم و توديعهم بوجه بشوش و بالنسبة للضيف يجب عليه أن ينصرف طيب النفس و أن جرى فى حقه تقصير فلا يجب عليه إثارة المشاكل أو إفتعال ضجة ثانيا : بروتوكول الحفلات و الولائم فى المجتمع الحديث تعتبر الدعوة إلى حفل غداء أو عشاء من أكبر اللفتات الأجتماعية التى تعبر عن تكريم و تقدير خاص للمدعوين ، و لمثل هذه الحفلات وظيفة أجتماعية هامة فى المجتمع المعاصر تتمثل فى زيادة التعارف و التآلف بين الحاضرين و فيما بينهم و بين الداعى و من ناحية أخرى تهيئة الجو بطريقة تتسم بالبعد عن الرسميات الجامدة مما يسهل التعامل و يحقق المصالح المشتركة و قد تأخذ هذه الحفلات طابعا رسميا و قد تأخذ الحفلات طابعا الإحتفاء من جانب واحد مثل حالة الوفود التجارية و الثقافية و ترسل الدعوات للحفلة مكتوبة بأسم الداعى أو بأسمه و أسم زوجته و قد تكون شفهية ثم تؤكد ببطاقة دعوة و كل ذلك فى حالات الدعوات الرسمية و يتعلق بهذه الحفلات بروتوكول الزى حيث يجب إرتداء أزياء معينة أرتداء التايير للمرأة و السموكينج للرجل أو بدلة البونجور و كل ذلك يخضع لنظام مستقر خاصة فى حفلات الغداء و العشاء الدبلوماسية و الرسمية و أيضا طريقة خاصة فى تقديم مأكولات و مشروبات معينة بترتيب و تنسيق خاص ليس هنا مجالا لذكره و الإسهاب فيها ثالثا : مقارنة بين الإسلام و المجتمع الحديث فى آداب الطعام ظهر لنا مما سبق إن للإسلام تقاليد و آداب أصيلة من جانب و متنوعة من جانب آخر وضعها الإسلام قبل أكثر من 1400 سنة على حين أن البروتوكول الحديث مع تطوره فى أوروبا لم يتبلور إلا منذ أوائل القرن التاسع عشر و بعد حروب و خلافات سياسية حادة بين الدول و لكن الإسلام بربطه بين الإيمان و إطعام الطعام أى أقامة الولائم و تركيزه على أكرام الضيف و نهيه عن التكلف و التصنع بما لا يعبر عن حقيقة الوضع المالى للداعى و نجد عدة أختلافات بين آداب الولائم فى الإسلام عن المجتمع الحديث نورد منها 1- ضرورة الفصل بين الرجال و السيدات على المائدة فلا يجلسون سويا و إنما لكل مكان و مائدة مستقلة 2-عدم وجود عدة كؤوس للشرب حيث أن شراب المسلم هو الماء فقط أو المشروبات غير الكحولية على حين تتعدد كؤوس الشراب فى المائدة الحديثة و من السمات المشتركة نجد إكرام الضيف و حسن أستقباله و توديعه و ترتيب الأسبقية وفقا للسن و المكانة الأجتماعية أو الدينية و التحدث و التطلف مع من بجوارك عند الطعام و تعريف المدعوين بقائمة الطعام و هناك قواعد طورها البروتوكول الحديث و لم تتعارض مع الإسلام مثل وجود بطاقات للدعوة و أرسال خطابات شكر للداعى بعد الحفل و كذلك تقديم أصناف معينة بترتيب محدد و هناك عادات للشعوب و تقاليد لا تعارض الشريعة الإسلامية و أقرتها الشريعة و تركتها لأهل كل بلد إسلامي و لم تتدخل فيها فمن الملاحظ أنه إذا كانت أصناف الطعام محدودة فى فجر الإسلام و كذلك تقاليده بسيطة فأن ذلك مرجعه طبيعة الجزيرة العربية و حالة البداوة التى كان يعيشها العرب آنذاك لذا فلا تثريب على المسلم فى تناول كل الطعام ما لم يكن هناك نهى عنه أو تحريم فكل الطعام و الشراب حلال ( إلا ما حرمه الإسلام مثل الخنزير و الميتة .. ألخ ) و من ناحية المبدأ نجد الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم كان يحب الطعام الجيد و يأكل المشوى و القديد و الثريد و كان يحب الحلوى و كان يتخير طعامه فلا يجمع بين حارين و لا باردين و لا لزجين و لا قابضين و لا حامضين و لم يجمع بين لبن و لحم و لم يشرب على طعامه لئلا يفسد المعدة و كان يحب الماء البارد و المنقوع بتمر أو زبيب فصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم معلم البشرية النبى الأمى الأمين و على آله و صحبه أجمعين و فى إنتظار تعليقاتكم تقبلوا أحترامى ******************** اللهم أجعلنا من ورثة جنتك و أهلا لنعمتك و أسكنا قصورها برحمتك و أرزقنا فردوسك الأعلى حنانا منك و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا هذا الأمل إلا حبك و حب رسولك صلى الله عليه و سلم و اللهإنى لأحبكم فى الله و لكم محبة أخيكم / طارق الجيزاوى الأسكندرية فى السبت 01 يناير 2011 |
All times are GMT +3. The time now is 10:05 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.