بيت عطاء الخير الاسلامي

الآن فهمتكم ..

قصيدة رائعة جديدةللدكتور عبد الرحمن بن صالح العشماوي،
حيث يعبر فيها عن بعض أنواع الظلم

الذي تعيشه كثير من البلاد الإسلامية

من قبل حكامها ومسؤوليها

فهمْـــــــــتُكمْ بعدَ أعـــــــوامٍ وأعْــــــوامِ
الآنَ أدْركـتُ مـعـــــنـى أنَّكــــــــــــم بشرٌ
فهمـــــتكم يا بَني شعـــبي وقـــــــدْ لعِبتْ
نـعم ، ملأْتُ سجــــــوني من أكَارِمــــــكمْ
حـكـمتُ بالسِّجــــــنِ تأبيـــــــداً لطائــــفةٍ
ولَـمْ تَـــدَعْ سَــــعْـيَــــها للدِّيــــنِ طائـــفةٌ
جَـعَـــلْـتُ أرضـكُـم الخضـــراءَ مُعْــتَـــقَلاً
أطْــــلَـقْـتُ فـيـــكم على ظُـــــلْمٍ جَلاَوِزَتي
نـعـمْ ، جَعَلْـــتُ بيـــــوتَ اللهِ خــــــــاوِيةً
حـتـى الأذانُ تــــوارى عـــن مآذِنِـــــــكم
أمَّـا حـجـابُ الـعذارى فهـــــو مُعْـــــضِلةٌ
نَـعَــم ، جـعـلـتُ منَ الطُّغــــــيانِ لافِـــــتةً
لـكِـنَّني الآنَ يا شعــــبيوقــــــد سَلَـــفَتْ
أقولُـــها ، ونجـــومُ الليــــــلِ تَشْهَدُلي :
فـهِـمْـتُــــكـم ، فلــــقدْ صرْتم عَــــــمَالِقـةً
فـهـــمـتها الآنَ ، إنِّي قـــدْ ظَـلَمْتُ ، ولـمْ
ولـمْأقــــــدِّمْ طـــــعـامـاً للجـــــياعِ ، ولم
ولـمْأقـــــــــدِّمْ ثيــــــاباً للعُــــــراةِ ، ولم
فـهِمْتُكمْ ،فافْهَـموني ، وافْهموا لُغـــــتي
إنّـي سـأفـتَـــــــحُ أبـــــوابَ العــطاءِ لكـم
هــيَّـا ، ضـعـوا في يدَيْ أيـــديْ تعاونُكــم
إنِّـي صـحـوتُ عـلـى نورِ الصَّباحِ ، وقــدْ
فـهـمـتكم ، أيُّــها الشعــبُ الذي دعَسَـــتْ
الآن أدْركـــتُ أنِّـي كـــنـتُ فـي نـفـــــــقٍ

أَنْـهـى الحـــــديثَ ، ولمْ يفـطن لخطبـــتهِ
وجَـلْـجَــــــــلَتْ صرْخةُ المستـهزئينَ بهِ :
نـســـــيْـتَ أنَّ لـنــــا ربًّــــــا نلــــوذُ بـــهِ

الآنَ أدْركــتُ ،تـفــــريـطِـي وإِجْـــــرامـي
لـكـمْ حقـــوقٌ ، ولســــتُم محــــضَ أنعامِ
بـكُـمْ جنــــــودي وقـــــــــوَّاتي وأَزْلامـي
وكَـانَتـ عـــــذيـبُــــهـم رمْــــزاً لإقْـدامـي
أَصْـلَـيْـــتُـها فيسجـــــــوني نـــــارَ آلامِ
أُخـــــرى ، فـأصْـــدَرْتُ فـيـها حُكمَ إعْدامِ
حـقَّــــقـتُ فـــــــــيهِ بسيفِ الظُّلْمِ أحلامي
مـا بــــــــيـنَ لصٍّ وكـــــــــذَّابٍ ونــــمَّامِ
مِـنْ كُـــــــلِّ داعٍ وصــــــوَّامٍ وقــــــوَّامِ
وعـن وســائـل إعــــــلانـي وإعـــــلامي
حَـاربْـتُــــهـا بإهـــانــــــاتي وإرْغـــــامي
فـــــيـهـا مـعَـــالِمُ مِنْ قَــــسْـري وإلْزامي
أيَّـامــــــــــــكـم بمآســــــــيها وأيَّـــــامي
فـهِــــــمْـتُـكم ، وإليكم فـــــضْلُ إفْــهامِي
وكُـنـتُ أبـــــصـرُ فـيكم شــــكلَ أقْـــــزامِ
أرْحـم فــــــــقـيـراً ،ولـمْ أَلْطُفْ بأيْـــــتامِ
أقــــــــدِّمْ الـمــــــاءَ للمُسْــــتَنجدِ الظَّامي
أمـنـح تـلاميــــــذكم حِــــــبراًلأقـــــــلامِ
وقـابـــــلـوا لُـؤمَ أخــــلاقي بإكــــــــــرامِ
وســوفَ أُصـــــــدِرُ لـلإصـلاحِ أحـكـامي
يـــا أخـــوتـي وبـنـي عــــــمِّي وأرْحامي
طـــوَيـتُ عِـقْـــــدَيـنِ فـي ظُلْمٍ وإظـــــلامِ
أحـلامَـه فـي طــريقِ الجَــــوْرِ أقــــدامي
مـنْ غـفْــــلَـــتـي وضــلالاتي وآثــــــامي

إلاَّ الـصَّــدى والّـلَـظـى في قَـــلْبِه الدَّامي
فــــــاتَ الأوانُ ، فــلا تــركـن لأوهــــــامِ
إذا تَـــــــطَـاوَلَ فـيـنـا جَـــــــورُحُــــكَّـامِ

اختكم /

هيفولا