![]() |
الاستشفاء بالصدقة
من: الأخت / الملكة نــور الاستشفاء بالصدقة بقلم الدكتور صالح بن أحمد بن رضا أستاذ الحديث النبوي وعلومه ومن الأمور التي أعتاد المسلم أن يفعلها إذا مرض ، أو مرض أحد من أهله أن يتصدق على الفقراء والمساكين ، وذلك تقرباً إلى الله عز وجل ورغبة بما عند الله تعالى ، فإن الإنسان إذا تصدق لوجه الله تعالى ، فإن الله سبحانه يجيب دعوته ، ويزيل ما به من البلاء . فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد من العمر ) رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن . وعن رافع بن مكيث بوزن عظيم رضي الله عنه كان ممكن شهد الحديبية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( حسن الملكة نماء ، وسوء الخلق شؤم ، والبر زيادة في العمر، والصدقة تطفيء الخطيئة ، وتقي ميتة السوء ) كتاب الترغيب والترهيب . وعن عمرو بن عوف رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن صدقة المسلم تزيد في العمر، وتمنع ميتة سوء ، ويذهب الله بها الكبر والفخر ) الترغيب والترهيب . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدقة لتطفيء غضب الرب ، وتدفع ميتة السوء ) السلسلة الصحيحة المختصرة للألباني . وفي حديث معاذ رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) مشكاة المصابيح للألباني . فهذه الأحاديث الكريمة وغيرها تبين أن الصدقة تبعد عن الإنسان غضب الله تعالى ، فإذا زال الغضب حلت رحمة الله تعالى بالعبد ، وإذا كانت الصدقة تطفئ الخطيئة ، وتزيلها من صحيفة العبد ، فلا يبقى الإ طاعته وعبادته ، فيرحمه الله تعالى ، ويزيل عنه برحمته وكرمة وفضله ما حل بالإنسان من مرض ، أو بلاء ، أو مشقة ، فالصدقة باب لذلك وسبب له . وقد ذكر الإمام المنذري في كتاب الترغيب والترهيب . هاتين الحكايتين : قال المنذري : [ عن علي بن الحسن بن شقيق قال : سمعت ابن المبارك ، وسأله رجل : يا أبا عبد الرحمن قرحةٌ خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ، وقد عالجت بأنوع العلاج ، وسألت الأطباء ، فلم انتفع به . قال : اذهب ، فانظر موضعاً يحتاج الناس الماء ، فأحفر هناك بئراً ، فإني أرجو أن تنبع هناك عين ، ويمسك عنك الدم ، ففعل الرجل، فبرأ ] رواه البيهقي . وقال البيهقي : وفي هذا المعنى حكاية شيخنا الحاكم أبي عبد الله رحمه الله: [ فإنه قُرح وجهه ، وعالجه بأنواع المعالجة ، فلم يذهب ، وبقي فيه قريباً من سنة ، فسأل الأستاذ الإمام أبا عثمان الصابوني أن يدعوّ له في مجلسه يوم الجمعة ، فدعا له ، وأكثر الناس التأمين ، فلما كان يوم الجمعة الأخرى ألقت امرأة في المجلس رقعة بأنها عادت إلى بيتها ، واجتهدت في الدعاء للحاكم أبي عبد الله تلك الليلة ، فرأت في منامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يقول لها : قولي لأبي عبد الله يوسع الماء على المسلمين ، فجئت بالرقعة إلى الحاكم ، فأمر بسقاية بنيت على باب داره ، وحين فرغوا من بنائها ، أمر بصب الماء فيها ، وطرح الجَمد ـ أي الثلج ـ في الماء ، وأخذ الناس في الشرب فما مر عليه أسبوع حتى ظهر الشفاء ، وزالت تلك القروح ، وعاد وجهه إلى أحسن ما كان عليه وعاش بعد ذلك سنيناً ] الترغيب والترهيب . فعند ما جعل هذان الماء صدقة لوجه الله تعالى بُرِئا مما فيها من القروح رغم عجز الأطباء في زمنهما عن معالجتهما ، وأظن ليس منا أحد إلا ويعلم أن رجلاً أو رجالاً شفاهم الله تعالى مما هم فيه من الأمراض والأسقام بسبب صدقة تقدم للفقراء والمساكين ، فهذا سبيل من سبل الشفاء على المسلم أن يسلكه إذا نابه شيء من البلاء عافانا الله وإياكم . فرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين يدلنا على سبل الشفاء ، وطرقه المتنوعة ، فأحياناً يكون بالقرآن الكريم ، وتلاوته ، وأخرى يكون بدعاء وارد من سنته ، وأخرى بالصدقة ، وكل ذلك حق وواقع لا مرية فيه ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . المصدر: كتاب الإعجاز العلمي في السنة النبوية |
All times are GMT +3. The time now is 12:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.