![]() |
قصص قصيرة فيها العبرة والعظة " فصاحة الأعرابي"
من: الأخت / غـــرام الغـــرام قصص قصيرة فيها العبرة والعظة " فصاحة الأعرابي" يُحكى أنّ أعرابياً من أهل البادية حلّ ضيفاً على رجل من أهل الحضر ، وكان عند الحضري دجاج كثير ، وله إمرأة وإبنان وإبنتان فقال لزوجته : اشوي لنا دجاجة وقدّميها لنتغدى بها . فلمّا حضر الغداء ، جلسوا جميعاً : الرجل وامرأته وابناه وابنتاه والأعرابي الضيف ، فقدّم الرجل الدجاجة للأعرابي وطلب منه أن يقسِّمها بين جميع الجالسين ، وأراد بذلك أن يسخر من الأعرابي بسذاجته ، قال الأعرابي : لا أُحسن القسمة ، ولكن لو ترضون بقسمتي فسأقسم بينكم . قالوا له : فإنّا نرضى بقسمتك فأخذ الدجاجة وقطع رأسها ، وأعطاه للرجل وقال : والجناحان للإبنين ثمّ قطع الساقين ، فقال : والساقان للإبنتين ثمّ قطع الزَّمكي ، وقال : العجز للعجوز ثمّ قال : الزور للزائر وهو ما تبقى من الدجاجة بعد أن نزع رأسها وجناحيها وساقيها ، فأخذ الدجاجة بأسرها له . أغضبت القسمة الحضري صاحب البيت ، فقال لزوجته : في اليوم التالي اشوي لنا خمس دجاجات وأراد بذلك أن يُحرج الأعرابي فلمّا حضر الغداء ، قال للأعرابي : اقسم بيننا قال الأعرابي : أظن أنّكم غضبتم من قسمتي أمس قالوا : لم نغضب ، فاقسم بيننا فقال الأعرابي : شفعاً أم وتراً ؟ أي هل أقسمها عدداً فردياً أم زوجياً ؟ قالوا : وتراً قال : نعم وأراد الأعرابي أن يقسمها بحيث تصبح مجموعات تتكوّن كل منها من ثلاث مجموعات لتكون قسمة متساوية فقال للرجل : أنت وزوجتك لو أعطيتكما دجاجة فيصبح عددكم ثلاثة ورمى بدجاجة لهما ، ثمّ قال : والولدان إثنان لو أعطيتهما دجاجة سيتساويان معكما ويصبحون ثلاثة مثلكما ورمى الثانية ، ثمّ قال: وابنتاك اثنتان أيضاً ، ولو أعطيتهما دجاجة لأصبحن مثلكما ثلاثة ورمى الثالثة ، وبهذا فقد قسّم الموجودين بكل دهاء إلى مجموعات تتكوّن من ثلاث ثمّ قال : وأنا ودجاجتان نصبح مثلكم ثلاثة فأخذ الدجاجتين ، ورآهم وهم يتحسّرون على الدجاجتين اللتين أخذهما لنفسه فقال لهم : لماذا تستغربون ؟ ألم تعجبكم القسمة ؟ والله إنّ القسمة الفردية لا تصبح صحيحة إلا بهذه الطريقة قالوا : فاقسمها شفعاً أي عدداً زوجياً فأعاد الدجاجات الخمس إليه ، وبدأ من جديد ثمّ قال للرجل : أنت والولدان ودجاجة يصبح عددكم أربعة ، ورمى إليهم دجاجة ثمّ قال : و العجوز أي زوجة الرجل وابنتاها ودجاجة يصبحن أيضاً أربعة ورمى إليهنّ بدجاجة ، ثمّ قال : وأنا والدجاجات الثلاث الباقية نصير مثلكم أربعة وضمّ إليه ثلاث دجاجات ، وبهذه الطريقة قسّم الحضور إلى مجموعات تتكوّن من أربع . فما كان من الرجل إلا أن قبل بقسمة الأعرابي ، وسكت بعد أن آمن بفصاحته ، وخاف أن يعود عليه بقسمة جديدة تفقده حتى الدجاجة التي أخذها مع إبنيه . العبرة : في كثير من الأحيان تظن أنّك قد وصلت لحل مشكلتك المثالي ، ولكن تأكّد أنّك لو نظرت إليها بمنظور آخر وبشكل مختلف ، فربّما كان لها أكثر من حل ، وربّما كانت هذه الحلول أكثر نفعاً أو أقل خسارة . |
All times are GMT +3. The time now is 12:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.