![]() |
رحلة الفرار ...من آية
[CENTER]رحلة الفِرار .. من آية!
هند عامر الساعة تشير إلى: الثالثة والنصف بعد منتصف الليل.. والتقويم يهمس : أنه اليوم 24 من رمضان 1435 هـ.. وليلة الخامسة والعشرين إحدى ليالي الوتر! st_time_3-30 أجلس وعقلي يخوض حربا مع الأفكار اليائسة.. البائسة كنت قد سعيت قبل هذه الليلة بأشهر في حل مشكلة يسيرة اعترضتني و ظننت أول الأمر أنها ستحل في أسبوعين أو شهر كأكثر تقدير إلا أن المشكلة استمرت.. وها نحن نكمل أكثر من 5 أشهر .. دون حل! ورغم كل محاولاتي إلا أنه برغم بساطة المشكلة ظاهراً كانت عصية على الحلول حقيقةً broken-heart-15403 في تلك الليلة بغتني شيء من اليأس.. واجتمع مع اليأس .. تأنيب للضمير وذلك حينما تذكرت ما بذله بعض الأحبة من جهود في حلها وكيف أنها استهلكت أوقاتهم وعطلت مصالحهم دون نتائج كان حالي أنا وهم مع هذه المشكلة اليسيرة مثل قوله تعالى: (وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) 147153.imgcache ومع فورة الألم, وتمكن اليأس تساءلت في نفسي: يا رب.. إلى متى ؟ يا الله .. تعبت! - وليتني لم أفعل - فماهي إلا دقائق حتى وصلتني رسالة من امرأة تقية – كانت أكثر من بذل جهده في محاولة حل المشكلة - كتبت في رسالتها: unnamed قتلتني رسالتها وقرعت قلبي الآية, شعرت أنها عتب شديد لا طاقة لي به (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) شكرت صاحبتي ثم حاولت عدم التفكير في الأمر ولم يهون علي وقع الرسالة إلا حينما أقنعت نفسي: أن وصول الرسالة في هذا التوقيت .. كان مصادفة! خلدت إلى النوم في نفس اليوم – الثلاثاء - وبعد المغرب فتحت تطبيق الواتساب فاستوقفني عبارات إحدى الصديقات عن مقطع للشيخ المغامسي وفتحت الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=qsX-R54zQsg [youtube]https://www.youtube.com/watch?v=qsX-R54zQsg[/youtube] عاودني الفزع وأغلقت التطبيق ورميت بالهاتف جانبا حاولت أن أواسي نفسي: لا بأس مصادفة .. مصادفة رددتها على نفسي وكلمات المغامسي ترن في أذني حياة (333) وقمت أتشاغل فانكببت اقرأ وردي من القرآن ولم أكن أعرف أن الآية كانت في سورة الصافات حتى فوجئت بها ضمن الورد: تجمدت عيناي عليها ثم وضعت المصحف جانباو خررت ساجدة لله شعرت أن ما يحدث ليس وليد صدفة وأن تكرار الآية ثلاث مرات بعد التساؤل اليائس إياه رسالة واضحة.. وعتب شديد سألت الله العفو .. ولم أدري كيف أعتق نفسي ونسيت المشكلة الرئيسة وأصبح همي هو الفرار من هذه الآية c8d4be1409 وبدأت استحضر الأدلة عن سوء الظن بالله: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ) (يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) يا الله .. هل أسأت الظن فيك؟! يا رب .. خذلتنا قوتنا ولا قوة لنا إلا بك يا رب .. خذلتنا ظنوننا ولا غافر إلا أنت يا رب .. يا رب .. يا رب.. BtmEmruCIAIvHij ومضت الساعات فلما حان وقت صلاة القيام وقفت في (جامع الدخيل) أصلي خلف الإمام الشيخ ياسر الدوسري فتهادت الآية بصوته الشجي: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) فلم تحملني قدماي .. وكدت أتهاوى.. وبكيت كما لم أبك من قبل وضاقت بي الأرض بما رحبت وأصبحت عاجزة لا أملك من أمر نفسي شيئا ولا أدري ما أصنع كيف لا أفزع؟! .. وهذا العتب يتكرر أربع مرات في يوم واحد؟! في رسالة الجوال: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وفي الواتساب: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) وفي المصحف: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) بل حتى في المسجد: (فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) عدت للمنزل وألححت إلى الله بالدعاء أن يرحمني برحمته من العتب الذي تضج به هذه الآية وبقيت في حال لا يعلمه إلا الله حتى نمت فرأيت رؤيا طمأنتني tumblr_mdyw7w4xZE1qfxocho1_500 ومرت الأيام دون أن تمر بي هذه الآية وعزمت بعد أن رفع الله الغمة أن لا أحدث بها أحدا فلم يكد يمر أسبوعين على الحادثة حتى نشرت رابط لمقال سابق في حسابي في تويتر فجاءني رد من إحدى المتابعات لم تزد فيه على الآية 03-12-1435 03-54-30 ص فأيقظت بردها ذكرى الحادثة فعزمت أن أسرد لكم الحكاية وأختمها بحقيقة, مؤلمة ومبكية سردها ابن القيم يكشف فيها حالنا مع حسن الظن بالله .. حيث يقول: (وأكثر الناس يظنون بالله ظن السوء فيما يختص بهم، وفي ما يفعله بغيرهم، ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وأسماءه وصفاته، وعرف موجب حكمته وحمده) 0d34464d63f104 اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك وحسن الظن بك وحسن الظن بك …………………… كتبته هند عامر ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه |
All times are GMT +3. The time now is 01:23 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.