بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   رسائل اليوم (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   فضائل العشر آيات الأولي لسورة الكهف ( الجزء الثالث - 03 ) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=36405)

حور العين 04-19-2016 01:03 PM

فضائل العشر آيات الأولي لسورة الكهف ( الجزء الثالث - 03 )
 

من:الأخ / أديب سعيد
فضائل العشر آيات الأولي لسورة الكهف
( الجزء الثالث - 03 )


مَنْ حَفِظَ عَشْر آيَات مِنْ أَوَّل سُورَة الْكَهْف
تفسير ابن كثير سورة الكهف


{ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا }
[ الكهف : 8 ]


أَيْ وَإِنَّا لَمُصَيِّرُوهَا بَعْد الزِّينَة إِلَى الْخَرَاب وَالدَّمَار
فَنَجْعَل كُلّ شَيْء عَلَيْهَا هَالِكًا صَعِيدًا جُرُزًا لَا يُنْبِت وَلَا يُنْتَفَع بِهِ

كَمَا قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس
يَقُول يُهْلِك كُلّ شَيْء عَلَيْهَا وَيُبِيد

وَقَالَ مُجَاهِد :
صَعِيدًا جُرُزًا بَلْقَعًا


وَقَالَ قَتَادَة :
الصَّعِيد الْأَرْض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَجَر وَلَا نَبَات

وَقَالَ اِبْن زَيْد :
الصَّعِيد الْأَرْض الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْء أَلَا تَرَى
إِلَى قَوْله تَعَالَى

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوق الْمَاء إِلَى الْأَرْض الْجُرُز
فَنُخْرِج بِهِ زَرْعًا تَأْكُل مِنْهُ أَنْعَامهمْ وَأَنْفُسهمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ }


وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق
وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا يَعْنِي الْأَرْض
وَأَنَّ مَا عَلَيْهَا لَفَانٍ وَبَائِد وَأَنَّ الْمَرْجِع لَإِلَى اللَّه
فَلَا تَأْسَ وَلَا يَحْزُنك مَا تَسْمَع وَتَرَى .

{ أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا }
[ الكهف : 9 ]


هَذَا إِخْبَار مِنْ اللَّه تَعَالَى عَنْ قِصَّة أَصْحَاب الْكَهْف عَلَى سَبِيل الْإِجْمَال
وَالِاخْتِصَار ثُمَّ بَسَطَهَا بَعْد ذَلِكَ فَقَالَ
{ أَمْ حَسِبْتَ } ... يَعْنِي يَا مُحَمَّد
{ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا }


.. أَيْ لَيْسَ أَمْرهمْ عَجِيبًا فِي قُدْرَتنَا وَسُلْطَاننَا
فَإِنَّ خَلْق السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف اللَّيْل وَالنَّهَار
وَتَسْخِير الشَّمْس وَالْقَمَر وَالْكَوَاكِب وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْآيَات الْعَظِيمَة
الدَّالَّة عَلَى قُدْرَة اللَّه تَعَالَى وَأَنَّهُ عَلَى مَا يَشَاء قَادِر وَلَا يُعْجِزهُ شَيْء

أَعْجَب مِنْ أَخْبَار أَصْحَاب الْكَهْف
كَمَا قَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ مُجَاهِد
أَمْ حَسِبْت أَنَّ أَصْحَاب الْكَهْف وَالرَّقِيم كَانُوا مِنْ آيَاتنَا عَجَبًا

يَقُول قَدْ كَانَ مِنْ آيَاتنَا مَا هُوَ أَعْجَب مِنْ ذَلِكَ
وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس
أَمْ حَسِبْت أَنَّ أَصْحَاب الْكَهْف وَالرَّقِيم كَانُوا مِنْ آيَاتنَا عَجَبًا

يَقُول الَّذِي آتِيك مِنْ الْعِلْم وَالسُّنَّة وَالْكِتَاب
أَفْضَل مِنْ شَأْن أَصْحَاب الْكَهْف وَالرَّقِيم

وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق :
مَا أَظْهَرْت مِنْ حُجَجِي عَلَى الْعِبَاد أَعْجَب مِنْ شَأْن أَصْحَاب الْكَهْف
وَالرَّقِيم وَأَمَّا الْكَهْف فَهُوَ الْغَار فِي الْجَبَل وَهُوَ الَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ
هَؤُلَاءِ الْفِتْيَة الْمَذْكُورُونَ

وَأَمَّا الرَّقِيم فَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس :
هُوَ وَادٍ قَرِيب مِنْ أَيْلَة وَكَذَا قَالَ عَطِيَّة الْعَوْفِيّ وَقَتَادَة .

وَقَالَ الضَّحَّاك
أَمَّا الْكَهْف فَهُوَ غَار الْوَادِي وَالرَّقِيم اِسْم الْوَادِي

وَقَالَ مُجَاهِد
الرَّقِيم كِتَاب بِنِيَّاتِهِمْ

وَيَقُول بَعْضهمْ
هُوَ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ كَهْفهمْ

وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق :
أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيّ عَنْ سِمَاك عَنْ عِكْرِمَة
عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله الرَّقِيم
كَانَ يَزْعُم كَعْب أَنَّهَا الْقَرْيَة

وَقَالَ اِبْن جُرَيْج عَنْ اِبْن عَبَّاس :
الرَّقِيم الْجَبَل الَّذِي فِيهِ الْكَهْف

وَقَالَ اِبْن إِسْحَاق عَنْ عَبْد اللَّه بْن أَبِي نَجِيح
عَنْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ :
اِسْم ذَلِكَ الْجَبَل بنجلوس

وَقَالَ اِبْن جُرَيْج :
أَخْبَرَنِي وَهْب بْن سُلَيْمَان عَنْ شُعَيْب الْجُبَّائِيّ أَنَّ اِسْم جَبَل الْكَهْف
بنجلوس وَاسْم الْكَهْف حيزم وَالْكَلْب حمران

وَقَالَ عَبْد الرَّزَّاق :
أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيل عَنْ سِمَاك عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ :
الْقُرْآن أَعْلَمهُ إِلَّا حَنَانًا وَالْأَوَّاه وَالرَّقِيم

وَقَالَ اِبْن جُرَيْج :
أَخْبَرَنِي عَمْرو بْن دِينَار أَنَّهُ سَمِعَ عِكْرِمَة يَقُول
قَالَ اِبْن عَبَّاس
مَا أَدْرِي مَا الرَّقِيم ؟ كِتَاب أَمْ بُنْيَان ؟

وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس :
الرَّقِيم الْكِتَاب وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر : الرَّقِيم لَوْح مِنْ حِجَارَة
كَتَبُوا فِيهِ قِصَص أَصْحَاب الْكَهْف ثُمَّ وَضَعُوهُ عَلَى بَاب الْكَهْف .

وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَمَ :
الرَّقِيم الْكِتَاب ثُمَّ قَرَأَ " كِتَاب مَرْقُوم "
وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر مِنْ الْآيَة

وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير قَالَ
الرَّقِيم فَعِيل بِمَعْنَى مَرْقُوم كَمَا يَقُول لِلْمَقْتُولِ قَتِيل
وَلِلْمَجْرُوحِ جَرِيح وَاَللَّه أَعْلَم .

{ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ
فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }

[ الكهف : 10 ]


يُخْبِر تَعَالَى عَنْ أُولَئِكَ الْفِتْيَة الَّذِينَ فَرُّوا بِدِينِهِمْ مِنْ قَوْمهمْ
لِئَلَّا يَفْتِنُوهُمْ عَنْهُ فَهَرَبُوا مِنْهُ فَلَجَئُوا إِلَى غَار فِي جَبَل لِيَخْتَفُوا
عَنْ قَوْمهمْ فَقَالُوا حِين دَخَلُوا سَائِلِينَ مِنْ اللَّه تَعَالَى رَحْمَته وَلُطْفه بِهِمْ

{ رَبّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْك رَحْمَة }

أَيْ هَبْ لَنَا مِنْ عِنْدك رَحْمَة تَرْحَمنَا بِهَا وَتَسْتُرنَا عَنْ قَوْمنَا

{ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرنَا رَشَدًا }

أَيْ وَقَدِّرْ لَنَا مِنْ أَمْرنَا رَشَدًا هَذَا أَيْ اِجْعَلْ عَاقِبَتنَا رُشْدًا

كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث

( وَمَا قَضَيْت لَنَا مِنْ قَضَاء فَاجْعَلْ عَاقِبَته رُشْدًا )

وَفِي الْمُسْنَد مِنْ حَدِيث بُسْر بْن أَرْطَاة
عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو

( اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتنَا فِي الْأُمُور كُلّهَا
وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة )


تم بحمد الله تعالي


All times are GMT +3. The time now is 06:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.