![]() |
ممن توفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة
من:الأخ / مصطفى آل حمد ممن توفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة من كتاب البداية و النهاية لابن كثير يرحمه الله وفيها توفي من الأعيان: جعفر بن الفضل بن جعفر ابن محمد بن الفرات أبو الفضل، المعروف بابن خنزابة الوزير، ولد سنة ثمان وثلاثمائة ببغداد، ونزل الديار المصرية ووزر بها للأمير كافور الأخشيدي، وكان أبوه وزيراً للمقتدر، وقد سمع الحديث من محمد بن هارون الحضرمي وطبقته من البغداديين، وكان قد سمع مجلساً من البغوي، ولم يكن عنده، وكان يقول: من جاءني به أغنيته. وكان له مجلس للإملاء بمصر، وبسببه رحل الدارقطني إلى مصر فنزل عنده وخرّج له مسنداً، وحصل له منه مال جزيل، وحدّث عنه الدارقطني وغيره من الأكابر. ومن مستجاد شعره قوله: من أخمل النفس أحياها وروّحها * ولم يبت طاوياً منها على ضجر إن الرياح إذا اشتدت عواصفها * فليس ترمي سوى العالي من الشجر قال ابن خلكان: كانت وفاته في صفر، وقيل: في ربيع الأول منها، عن ثنتين وثمانين سنة ودفن بالقرافة، وقيل: بداره، وقيل: إنه كان قد اشترى بالمدينة النبوية داراً فجعل له فيها تربة، فلما نقل إليها تلقته الأشراف لإحسانه إليهم، فحملوه وحجوا به ووقفوا به بعرفات، ثم أعادوه إلى المدينة فدفنوه بتربته. ابن الحجاج الشاعر الحسين بن أحمد بن الحجاج أبو عبد الله الشاعر الماجن المقذع في نظمه، يستنكف اللسان عن التلفظ بها والأذنان عن الاستماع لها، وقد كان أبوه من كبار العمال، وولي هو حسبة بغداد في أيام عز الدولة، فاستخلف عليها نواباً ستة، وتشاغل هو بالشعر السخيف والرأي الضعيف، إلا أن شعره جيد من حيث اللفظ، وفيه قوة تدل على تمكين واقتدار على سبك المعاني القبيحة التي هي في غاية الفضيحة في الألفاظ الفصيحة، وله غير ذلك من الأشعار المستجادة، وقد امتدح مرة صاحب مصر فبعث إليه بألف دينار. وقول ابن خلكان: بأنه عزل عن حسبة بغداد بأبي سعيد الأصطخري قول ضعيف لا يسامح بمثله، فإن أبا سعيد توفي في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، فكيف يعزل به ابن الحجاج وهو لا يمكن ادعاء أن يلي الحسبة بعده أبو سعيد الأصطخري، وابن خلكان قد أرخ وفاة هذا الشاعر بهذه السنة، ووفاة الاصطخري بما تقدم. وقد جمع الشريف الرضي أشعاره الجيدة على حدة في ديوان مفرد، ورثاه حين توفي هو وغيره من الشعراء. عبد العزيز بن أحمد بن الحسن الجزري القاضي بالحرم وحريم دار الخلافة وغير ذلك من الجهات، كان ظاهرياً على مذهب داود، وكان لطيفاً تحاكم إليه وكيلان، فبكى أحدهما في أثناء الخصومة فقال له القاضي: أرني وكالتك. فناوله فقرأها ثم قال له: لم يجعل إليك أن تبكي عنه. فاستضحك الناس ونهض الوكيل خجلاً. عيسى بن الوزير علي بن عيسى ابن داود بن الجراح، أبو القاسم البغدادي، وكان أبوه من كبار الوزراء، وكتب هو للطائع أيضاً، وسمع الحديث الكثير، وكان صحيح السماع كثير العلوم، وكان عارفاً بالمنطق وعلم الأوائل، فاتهموه بشيء من مذهب الفلاسفة، ومن جيد شعره قوله: رب ميت قد صار بالعلم حياً * ومبقى قد مات جهلاً وغيا فاقتنوا العلم كي تنالوا خلوداً * لا تعدوا الحياة في الجهل شيا ولد في سنة ثنتين وثلاثمائة، وتوفي في هذه السنة عن تسع وثمانين سنة، ودفن في داره ببغداد. |
All times are GMT +3. The time now is 03:44 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.