![]() |
حال العبد في الفاتحة
من:الأخت / الملكة نـــور حال العبد في الفاتحة ينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة ، ينتظر جواب ربِّه له ، و كأنه يسمعه و هو يقول : ( حمدني عبدي ) إذا قال : { الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}. فإذا قال : { الرَّحمن الرَّحيم } وقفَ لحظة ينتظر قوله : ( أثنى عليَّ عبدي ). فإذا قال : { مالكِ يومِ الدِّينِ } انتظر قوله : ( مجَّدني عبدي ) . فإذا قال : { إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين } انتظر قوله تعالى : ( هذا بيني و بين عبدي ) . فإذا قال : {اهدِنا الصِّراط المُستقيم } إلى آخرها انتظر قوله : ( هذا لعبدي و لعبدي ما قال ) . و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما مقامها ، كما لا يقوم غير القيام و الركوع و السجود مقامها ، فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا تحصل في غيرها ، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها لا يوجد في غيرها. فعند قوله : { الحمد لله رب العالمين } تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما ، و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء ، فعلاً و وصفاً و اسماً ، و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه ، مُنزَّه عن العيوب و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه. فأفعاله كلّها حكمة و رحمة و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك ، و أوصافه كلها أوصاف كمال ، و نعوت جلال ، و أسماؤه كلّها حُسنى . أسرار الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم الجَوزيَّة |
All times are GMT +3. The time now is 02:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.