من:الأخت الزميلة / جِنان الورد
إضاءات إيمانية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم
وعلى آله وصحبه أجمعين

{ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ
‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا }
[ مريم : 31 ]



● المبارك أينما وجد تحل بركته على من حوله يبذل لهم الخير وينفعهم
ويسعد الناس بصحبته ومجالسته ومخالطته



● وبركته لا تنحصر في مكان واحد و زمن محدد فخيره لكل الناس واصل
فهو بركة على أهل بيته وعلى أصدقائه وجيرانه
وإن نزل ضيفا أو زار مريضا أدخل السرور عليهم وانتفعوا بوجوده



● ومنبع البركة ومصدرها تلاوة القرآن وتدبره والعمل به
وكلما انشغلت به زاد خيرك وعطاؤك



● { وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }
[ الأنعام : 155 ]



● فهو يهذب الأخلاق ويرتقي بالنفوس والذي وجد بركة القرآن تجده متواضعا
يحب الناس مجالسته لا تشغل فكره الدنيا ولا ينافس عليها ولا يتمنى ما لغيره.



● { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ
لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ }
[ الحجر : 87 , 88 ]



● ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو القدوة لنا كان خلقه القرآن
كان حريصا على إيصال الخير وشديد الرأفة والرحمة بغيره ويشق عليه
ويؤلمه مصابهم وآلامهم ومشقتهم ولا يكون سببا فيها.



● فهل نشعر نحن باخواننا ويعز علينا تعبهم ومرضهم ومعاناتهم وفقرهم
وبعدهم عن الهداية فلا نكون سببا فيها بل نخفف عليهم ونساعدهم


{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[ التوبه : 128 ]



● وبركة المال والرزق أن تنفق منه بطيب نفس ورغبة في الأجر
فيضاعف الله لك الثواب وأن تجده في زيادة لا في نقصان

{ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ۗ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }
[ البقرة : 261 ]



● وبركة الأخ والقريب والصديق أن يجعله الله قريبا منك ومصدر قوة لك
وعون على الطاعة وعمل الخير



● وأن يسعى معك لقضاء مصالحك وإنجاز مهامك ولا يكون سببا
بأي حال من الأحوال في تعطيلها ومنعها عنك

{ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا *
إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا }
[ طه : 29 - 35 ]
ووجود النزاع والجدال والخصام ينزع البركة والألفة بين القلوب
فتذبل المحبة وتضعف العلاقات فيجد الشيطان منفذا ليفسد ويوسوس


{ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ
وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
[ الأنفال : 46 ]



● والمبارك سلام في نفسه سلام مع غيره فإن نزل منزلا جاء ومعه بركته
وخيره وترك أثرا طيبا بكلماته وأفعاله ونصائحه ونفعه

{ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ }
[ المؤمنون : 29 ]

{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ }
[ الحج : 24 ]

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا }
[ مريم : 96 ]

وزيادة الإيمان والتقوى سبب لأن يفتح الله لك بركات السماء والأرض
وهو سبحانه خير الرازقين ووعده حق



● { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
[ الاعراف : 96 ]

وهذا الفتح بركة منه سبحانه في الرزق والصحة والمال والولد والعلم والدين
وفتح لأبواب الخير جميعها


{ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ
وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
[ فاطر : 2 ]

والعبرة ليست بالكثرة فالخبيث مثلا من أقوال وأفعال وأرزاق وفساد في الأرض
وظلم وإستكبار قد يتكاثر ويزداد ويقوى لكنه إلى زوال و منزوع البركة
وقليل النفع ويضر صاحبه في دينه ودنياه


{ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّب وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ۚ
فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
[ المائدة : 100 ]


{ وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا
كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ }
[ الأعراف : 58 ]


{ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ
وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ
كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚفَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ }
[ الرعد : 17 ]

نسأل الله أن يجعلنا طيبين مباركين أينما كنا
ولا يحرمنا من بركات السماء والأرض
سبحانك اللهم وبحمدك
نشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك