![]() |
القلوب أوعية
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 القلوب أوعية قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله : عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ؛ وَبَلَغَنَا عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ قَالَ : الْقُلُوبُ آنِيَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، فَأَحَبُّهَا إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَقُّهَا وَأَصْفَاهَا ؛ وَهَذَا مَثَلٌ حَسَنٌ ، فَإِنَّ الْقَلْبَ إذَا كَانَ رَقِيقًا لَيِّنًا ، كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ سَهْلًا يَسِيرًا ، وَرَسَخَ الْعِلْمُ فِيهِ وَثَبَتَ وَأَثَّرَ ؛ وَإِنْ كَانَ قَاسِيًا غَلِيظًا ، كَانَ قَبُولُهُ لِلْعِلْمِ صَعْبًا عَسِيرًا ؛ وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ زَكِيًّا صَافِيًا سَلِيمًا ، حَتَّى يَزْكُوَ فِيهِ الْعِلْمُ ، وَيُثْمِرَ ثَمَرًا طَيِّبًا ؛ وَإِلَّا فَلَوْ قَبِلَ الْعِلْمَ ، وَكَانَ فِيهِ كَدَرٌ وَخَبَثٌ ، أَفْسَدَ ذَلِكَ الْعِلْمَ ، وَكَانَ كَالدَّغَلِ فِي الزَّرْعِ ، إنْ لَمْ يَمْنَعْ الْحَبَّ مِنْ أَنْ يَنْبُتَ ، مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَزْكُوَ وَيَطِيبَ ؛ وَهَذَا بَيِّنٌ لِأُولِي الْأَبْصَارِ . وَتَلْخِيصُ هَذِهِ الْجُمْلَةِ أَنَّهُ إذَا اُسْتُعْمِلَ فِي الْحَقِّ فَلَهُ وَجْهَانِ : وَجْهٌ مُقْبِلٌ عَلَى الْحَقِّ ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ : وِعَاءٌ وَإِنَاءٌ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَسْتَوْجِبُ مَا يُوعَى فِيهِ وَيُوضَعُ فِيهِ ، وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ وُجُودٍ وَثُبُوتٍ . وَوَجْهٌ مُعْرِضٌ عَنْ الْبَاطِلِ ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ يُقَالُ لَهُ : زَكِيٌّ وَسَلِيمٌ وَطَاهِرٌ ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ تَدُلُّ عَلَى عَدَمِ الشَّرِّ ، وَانْتِفَاءِ الْخَبَثِ وَالدَّغَلِ ؛ وَهَذِهِ الصِّفَةُ صِفَةُ عَدَمٍ وَنَفْيٍ . وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ أَنَّهُ إذَا صُرِفَ إلَى الْبَاطِلِ فَلَهُ وَجْهَانِ كَذَلِكَ : وَجْهُ الْوُجُودِ ، أَنَّهُ مُنْصَرِفٌ إلَى الْبَاطِلِ مَشْغُولٌ بِهِ . وَوَجْهُ الْعَدَمِ ، أَنَّهُ مُعْرِضٌ عَنْ الْحَقِّ غَيْرُ قَابِلٍ لَهُ ... ( مجموع الفتاوى : 9 / 315 ، 316 ) . اللهم ارزقنا أرقها وأصفاها |
All times are GMT +3. The time now is 12:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.