![]() |
هذه وصيتي لك
من الاخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9642 هذه وصيتي لك عن يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي ذات يوم : يا يونس ، إذا بلغت عن صديق لك ما تكرهه ، فإياك أن تبادر بالعداوة ، وقطع الولاية ، فتكون ممن أزال يقينه بشك ؛ ولكن القه ، وقل له : بلغني عنك كذا و كذا ، وأجدر أن تسمي المبلغ ؛ فإن أنكر ذلك ، فقل له : أنت أصدق ، وأبر ؛ ولا تزيدن على ذلك شيئا ؛ وإن اعترف بذلك ، فرأيت له في ذلك وجها بعذر ، فاقبل منه ؛ وإن لم يرد ذلك ، فقل له : ماذا أردت بما بلغني عنك ؟ فإن ذكر ما له وجه من العذر ، فاقبله ؛ وإن لم يذكر لذلك وجها لعذر ، وضاق عليك المسلك ، فحينئذ أثبتها عليه سيئة أتاها ؛ ثم أنت في ذلك بالخيار : إن شئت كافأته بمثله من غير زيادة ، وإن شئت عفوت عنه ؛ والعفو أبلغ للتقوى ، وأبلغ في الكرم ، لقوله الله تعالى : { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ } . فإن نازعتك نفسك بالمكافأة ، فاذكر فيما سبق له لديك ، ولا تبخس باقي إحسانه السالف بهذه السيئة ، فإن ذلك : الظلم بعينه ؛ وقد كان الرجل الصالح يقول : رحم الله من كافأني على إساءتي ، من غير أن يزيد ، ولا يبخس حقا لي ؛ يا يونس : إذا كان لك صديق ، فشد يديك به ، فإن اتخاذ الصديق صعب ، ومفارقته سهل ؛ وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق : بصبي يطرح في البئر حجرا عظيما ، فيسهل طرحه عليه ، ويصعب إخراجه على الرجال البرك ؛ فهذه وصيتي لك ، والسلام . |
All times are GMT +3. The time now is 01:37 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.