![]() |
ليتني ... أكون ( جوال )
من:الابنة / أسماء المرسى http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 ليتني ... أكون ( جوال ) !! طلبت المعلمة من تلاميذها في المدرسة الابتدائية أن يكتبوا موضوعاً يطلبون فيه من الله أن يعطيهم ما يتمنون . وبعد عودتها إلى المنزل جلست تقرأ ما كتب التلاميذ فأثار أحد المواضيع عاطفتها فأجهشت في البكاء . وصادف ذلك دخول زوجها البيت ، فسألها : ما الذي يبكيكِ ؟ فقالت : موضوع التعبير الذي كتبه أحد التلاميذ . فسألها : وماذا كتب؟ فقالت له: خذ إقرأ موضوعه بنفسك! فأخذ يقرأ : إلهي ، أسألك هذا المساء طلباً خاصَّاً جداً وهو أن تجعلني جوال !!! فأنا أريد أن أحل محله ! أريد أن أحتل مكاناً خاصاً في البيت ! وأصبح مركز اهتمامهم فيسمعونني دون مقاطعة أو توجيه أسئلة أريد أن أحظى بالعناية التي يحظى بها حتى وهو لا يعمل ! أريد أن أكون بصحبة أبي عندما يصل إلى البيت من العمل حتى وهو مرهق وأريد من أمي أن تجلس بصحبتي حتى وهي منزعجة أو حزينة ، وأريد من إخوتي وأخواتي أن يتخاصموا ليختار كل منهم صحبتي . أريد أن أشعر بأن أسرتي تترك كل شيء جانباً لتقضي وقتها معي ! وأخيراً وليس آخراً، أريد منك يا إلهي أن تقدّرني على إسعادهم والترفيه عنهم جميعاً . يا ربِّ إني لا أطلب منك الكثير أريد فقط أن أعيش مثل أي جوال .!! انتهى الزوج من قراءة موضوع التلميذ وقال : يا إلهي ، إنه فعلاً طفل مسكين ، ما أسوأ أبويه !! فبكت المعلمة مرةً أُخْرَىْ وقالت : إنَّه الموضوع الذي كتبه ولدنا ..... تذكرت حينها قصة ذاك البروفسور الإنجليزي الذي لم يدخل ( النت) بيته ولما سُئِلَ عن السبب قال : لأنه يفرض علينا رأيه ولا يسمح لنا بمناقشته ، ويُنَغِّصُ عَلَيْنَا حَيَاتَنَا !! قال ناصح : التقنيات الحديثة .. بدأت ( تسرقنا ) من أهلنا ,أطفالنا .. بل تسرق مشاعرنا وعواطفنا .. واتس اب ... سناب شات ... تويتر... الخ !! الأبناء .. هم رأس المال وامتداد العمر والاستثمار الرابح . . . عيشوا معهم . . ولا تعيشوا لأجلهم . . فأفضل ما يصنع الشخصيّة ( السويّة ) في الطفل هو ( حسن القدوة ) والقرب العاطفي من الآباء سيما في مراحل عمرهم الأولى .. وقبل عمر ( المراهقة والتكليف) |
All times are GMT +3. The time now is 06:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.