![]() |
( العشي والإبكار ) ( العشي والإشراق )
من:الأخت الزميلة / جِنان الورد http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 ( العشي والإبكار ) ( العشي والإشراق ) ورد تعبير ( بالعشي والإبكار ) مرتين في القرآن الكريم ، وفي المرتين نجده مرتبطاً بالتسبيح ، أما تعبير ( بالعشي والإشراق ) فقد ورد مرة واحدة فقط ومرتبطاً أيضاً بالتسبيح ، وحين ندرك الفرق في المعنى بين التعبيرين نقف على دقة القرآن الكريم في إصابة المعنى الذي لا يمكن لبشر أن يصيبه على هذه الدرجة العظيمة من الدقة . ففي الآيتين اللتين ذكرتا ( العشي والإبكار ) نقرأ : { قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } آل عمران : 41 . { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } غافر : 55 . وفي الآية التي ذكرت ( العشي والإشراق ) نقرأ : { إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ } ص : 18 . وبعد أن قرأنا الآيات نتساءل ، لماذا ذكر تعالى العشي والإبكار في الآيتين ثم ذكر العشي والإشراق في الثالثة ، وما الفرق في المعنى بين هذه وتلك ؟ بالرجوع الى معنى كلمة ( الإبكار ) نجدها مشتقة من مادة ب ك ر ، والتي اشتق منها معنى ( أول كل شيء ) فالبكر هو أول مولود وأول كل شيء ، والابتكار هو اختراع الجديد لأول مرة ، وباكورة الفاكهة هي أول ما ينضج منها .. وهكذا . أما الإبكار التي نحن بصددها فتعني أول ما يبدأ الإنسان بفعله حين يستيقظ من نومه صباحاً بعد قضائه ليله نائماً . فالإبكار لا يمكن أن يعني وحده الصباح الباكر مجرداً عن حركة الإنسان ، لأن لفظة ( الإبكار ) هي مصدر للفعل ( أبكر ) ومعناه أتى في الصباح الباكر ، فحين نقول ( أبكر فلاناً ) فمعناها أتاه مبكّراً في الصباح . ولما كانت الآيتان اللتان ذكرتا ( العشي والإبكار ) تأمر أولاهما زكريا عليه السلام أن يسبح بالعشي والإبكار ، وتأمر الثانية محمداً عليه السلام أن يسبح بالعشي والإبكار ، أي أن يسبحا في الليل وحين يستيقظان من النوم صباحاً ليبدآ عملهما ، يتضح لنا أن لفظة ( الإبكار ) مرتبطة بعمل الإنسان . ولكن الآية الثالثة الخاصة بتسبيح الجبال استخدم فيها تعبير ( بالعشي والإشراق ) ، لأن الجبال لا تنام ولا تستيقظ بل يتعاقب عليها الليل والنهار وهي ثابتة مكانها ، وقد سخرها الله تعالى لتسبح مع داود عليه السلام بالعشي والإشراق . من هنا يتضح لنا الفرق بين معنى ( العشي والإبكار ) ومعنى ( العشي والإشراق ) ، فالأول للإنسان والثاني للجماد ، وتتضح لنا الدقة القرآنية العظيمة في إصابة المعاني التي يغفل عنها البشر |
All times are GMT +3. The time now is 01:58 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.