![]() |
حديث اليوم 03.12.1432
حديث اليوم مع الشكر للأخ مالك المالكى ( ممَا جَاءَ فِي : الصَّدَقَةِ فِيمَا يُسْقَى بِالْأَنْهَارِ وَ غَيْرِهَا ) حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و على آله و صحبه وَ سَلَّمَ : ( فِيمَا سَقَتْ السَّمَاءُ وَ الْعُيُونُ الْعُشْرُ وَ فِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ نِصْفُ الْعُشْرِ ) قَالَ وَ فِي الْبَاب عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ جَابِرٍ قَالَ أَبُو عِيسَى وَ قَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَشَجِّ وَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُرْسَلًا وَ كَأَنَّ هَذَا أَصَحُّ وَ قَدْ صَحَّ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فِي هَذَا الْبَابِ وَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ . الشــــــــــــــــروح : قَوْلُهُ : ( مَدِينِيٌّ ) خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَيْ هُوَ مَدِينِيٌّ ( أَخْبَرَنَا الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ ( بِضَمِّ الْمُعْجَمَةِ وَ بِمُوَحَّدَتَيْنِ صَدُوقٌ يَهِمُ مِنَ الْخَامِسَةِ ) وَ بُسْرُ بْنُ سَعِيدٍ ( بِضَمِّ أَوَّلِهِ ثُمَّ مُهْمَلَةٍ سَاكِنَةٍ ، ثِقَةٌ جَلِيلٌ مِنَ الثَّانِيَةِ . قَوْلُهُ : ( فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ ) أَيِ : الْمَطَرُ مِنْ بَابِ ذِكْرِ الْمَحَلِّ وَ إِرَادَةِ الْحَالِّ ، وَ لَيْسَ الْمُرَادُ خُصُوصَ الْمَطَرِ بَلِ السَّيْلُ وَ الْأَنْهَارُ كَذَلِكَ ( وَ الْعُيُونُ ) أَيِ الْجَارِيَةُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ الَّتِي لَا يُتَكَلَّفُ فِي رَفْعِ مَائِهَا لِآلَةٍ وَ لَا لِحَمْلٍ ( الْعُشْرُ ) مُبْتَدَأٌ ، وَ خَبَرُهُ : فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ ، أَيِ : الْعُشْرُ وَاجِبٌ فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ ( وَ فِيمَا سُقِيَ بِالنَّضْحِ ) بِفَتْحِ النُّونِ وَ سُكُونِ الْمُعْجَمَةِ بَعْدَهَا مُهْمَلَةٌ أَيْ بِالسَّانِيَةِ وَ هِيَ رِوَايَةُ مُسْلِمٍ ، وَ الْمُرَادُ بِهَا الْإِبِلُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا . ذَكَرَ الْإِبِلَ كَالْمِثَالِ ، وَ إِلَّا فَالْبَقَرُ وَ غَيْرُهَا كَذَلِكَ فِي الْحُكْمِ ، كَذَا فِي الْفَتْحِ ، وَ النَّضْحُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ بِمَعْنَى السَّقْيِ ، قَالَ الْجَزَرِيُّ فِي النِّهَايَةِ : النَّوَاضِحُ هِيَ الْإِبِلُ الَّتِي يُسْتَقَى عَلَيْهَا وَ الْوَاحِدُ النَّاضِحُ ، انْتَهَى . قَوْلُهُ : ( وَ فِي الْبَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ ابْنِ عُمَرَ وَ جَابِرٍ ( أَمَّا حَدِيثُ أَنَسٍ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ النَّجَّارِ عَنْ أَبَانَ عَنْ أَنَسٍ ، وَ أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَفَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَ أَصْحَابُ السُّنَنِ ، وَ أَمَّا حَدِيثُ جَابِرٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَ مُسْلِمٌ وَ النَّسَائِيُّ وَ أَبُو دَاوُدَ . قَوْلُهُ : ( وَ عَلَيْهِ الْعَمَلُ عِنْدَ عَامَّةِ الْفُقَهَاءِ ) قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ فِي شَرْحِ حَدِيثِ جَابِرٍ : فِيمَا سَقَتِ الْأَنْهَارُ وَ الْغَيْمُ الْعُشُورُ وَ فِيمَا سُقِيَ بِالسَّانِيَةِ نِصْفُ الْعُشْرِ مَا لَفْظُهُ : فِي هَذَا الْحَدِيثِ وُجُوبُ الْعُشْرِ فِيمَا سُقِيَ بِمَاءِ السَّمَاءِ وَ الْأَنْهَارِ وَ نَحْوِهَا مِمَّا لَيْسَ فِيهِ مُؤْنَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَ نِصْفُ الْعُشْرِ فِيمَا سُقِيَ بِالنَّوَاضِحِ وَ غَيْرِهَا مِمَّا فِيهِ مُؤْنَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَ هَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَ لَكِنِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي أَنَّهُ هَلْ تَجِبُ الزَّكَاةُ فِي كُلِّ مَا أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ مِنَ الثِّمَارِ وَ الزُّرُوعِ وَ الرَّيَاحِينِ وَ غَيْرِهَا إِلَّا الْحَشِيشَ وَ الْحَطَبَ وَ نَحْوَهَا أَمْ يَخْتَصُّ ؟ فَعَمَّمَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ خَصَّصَ الْجُمْهُورُ عَلَى اخْتِلَافٍ لَهُمْ فِيمَا يَخْتَصُّ بِهِ ، انْتَهَى . قُلْتُ : قَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذَا فِي الْبَابِ السَّابِقِ . وَ قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : دَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى التَّفْرِقَةِ فِي الْقَدْرِ الْمُخْرَجِ الَّذِي يُسْقَى بِنَضْحٍ أَوْ بِغَيْرِ نَضْحٍ . فَإِنْ وُجِدَ مَا يُسْقَى بِهِمَا فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ يَجِبُ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَرْبَاعِ الْعُشْرِ إِذَا تَسَاوَى ذَلِكَ ، وَ هُوَ قَوْلُ أَهْلِ الْعِلْمِ ، قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ : لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا ، وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمَا أَكْثَرَ كَانَ حُكْمُ الْأَقَلِّ تَبَعًا لِلْأَكْثَرِ ، نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ . وَ هُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَ أَبِي حَنِيفَةَ وَ أَحَدُ قَوْلَيِ الشَّافِعِيِّ ، وَ الثَّانِي يُؤْخَذُ بِالْقِسْطِ ، وَ يُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : إِنْ أَمْكَنَ فَصْلُ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أُخِذَ بِحِسَابِهِ . وَ عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ صَاحِبِ مَالِكٍ : الْعِبْرَةُ بِمَا تَمَّ بِهِ الزَّرْعُ وَ انْتَهَى وَ لَوْ كَانَ أَقَلَّ . |
All times are GMT +3. The time now is 05:09 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.