![]() |
شرح الدعاء من الكتاب والسنة (29)
من: الأخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 شرح الدعاء من الكتاب والسنة (29) شرح دعاء ربنا عليك توكلنا و إليك أنبنا و إليك المصير { رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }. المفردات : الإسوة والأسوة : ما يُتأسَّى به، مثل قِدوَة وقُدوة، ويقال: هو إسوتك أي مثلك، وأنت مثله . قال أبو السعود : خصلةٌ حميدةٌ حقيقةٌ بأنْ يُؤتَسَى ويُقْتَدى بهَا، ويتبع أثرها الفتنة، أصل الفتن : إدخال الذهب النار لتظهر جودته من رداءته، ثم أطلق على الابتلاء والامتحان . بعد أن ذكر اللَّه جلّ شأنه من تبرئ إبراهيم عز وجل و الذين معه من الذين كفروا من قولهم وفعلهم ، و بارزوا لهم التبري حتى يؤمنوا باللَّه تعالى وحده ، و يوحِّدوا له العبادة لا شريك له، شرعوا في التوسل إليه تعالى بأسمائه الحسنى ، و جميل أفعالهم ، فجمعوا بين توسلين في حال دعائهم، استعطافاً لقبول دعائهم : من التوكل والإنابة إليه عز وجل والإيمان باليوم الآخر، ولمّا كانت هذه الخصال يحبّها اللَّه تعالى، حثَّنا وأكّد سبحانه وتعالى لنا في الاقتداء بهم، واتباع سيرته عليه السلام ، والذين معه، إلاّ في استغفاره لأبيه، قال قتادة في هذه الآية: ( ائتسوا به في كل شيء، ما خلا قوله لأبيه: { لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ } فلا تأتسوا بذلك منه ، فإنها كانت عن موعدة وعدها إياه) . فأمَرَنا ربنا تبارك وتعالى بالاقتداء بهم بالقول والفعل والدعاء. { رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا } : بعد أن تبرؤوا شرعوا في التوسل إليه تعالى بخالص أعمالهم، وعبودياتهم له تعالى، مقدمة لسؤالهم ليكون أرجى في الإجابة والقبول : أي يا ربنا توكلنا عليك في جميع أمورنا: صغيرها ، و كبيرها ، وسلّمنا أمورنا إليك وحدك . { وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا } : وإليك رجعنا بالاعتراف لك بكل ذنوبنا دون غيرك. { وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } : وإليك مصيرنا ومرجعنا يوم تبعثنا من قبورنا، وتحشرنا يوم القيامة إلى موقف العرض، ( و في تقديم الجار والمجرور (إليك) دلالة للحصر ) ، و القصر في التوكل و الإنابة و المصير عليه وحده جل و علا دلالة على كمال توحيدهم ، و إيمانهم . |
All times are GMT +3. The time now is 06:33 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.