![]() |
شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 40)
من: الأخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 شرح الدعاء من الكتاب و السنة( 40) شرح دعاء اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ، و درك الشقاء ، و سوء القضاء ، و شماتة الأعداء { اللهمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ الْبَلَاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ الْقَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ }. المفردات : قوله : (جهد البلاء) : الجَهد بالفتح هو كل ما يصيب المرء من شدة و مشقة ، وبالضم ما لا طاقة له بحمله ، و لا قدرة له على دفعه . قوله: (درك الشقاء) الدَّرَك : اللحوق و الوصول إلى الشيء ، و الشقاء ، هو الهلاك ، أو ما يؤدي إلى الهلاك ، و هو نقيض السعادة . قوله : (سوء القضاء) : ما يسوء الإنسان و يحزنه ، و يوقعه في المكروه من الأقضية المُقدَّرة عليه . قوله : (شماتة الأعداء) : فرحة الأعداء ببلاء يُصيب العبد . الشرح : كان النبي صلى الله عليه و سلم يُكثر من هذا الدعاء ، و أمر به أيضاً فدلّ على شدّة أهمّيته ، و العناية به لما احتواه من عظيم الاستعاذات ، و شمولها ، في أهمّ المهمّات ، في أمور الدين والدنيا و الآخرة . قوله : (اللَّهم إني أعوذ بك من جهد البلاء) : اللَّهمّ أجرني من شدّة البلاء و مشقّته ، و الذي ما لا طاقة لي بحمله ، و لا أقدر على دفعه ، سواء كان هذا البلاء جسدياً كالأمراض و غيرها ، أو كان بلاء معنوياً ذِكرياً كأن يُسلِّط عليَّ من يؤذيني بالسبّ والشتم و الغيبة والنميمة والبهتان وغير ذلك، فهذه استعاذة من جميع البلاءات بشتى أنواعها وأشكالها . قوله : (ودَرَك الشقاء) : وأجرني من أن يلحقني مشقّة ، و هلكة في دنياي ، في نفسي ، و أهلي ، و مالي ، و في آخرتي ، من عقوبة و عذاب بما اقترفته بسبب الذنوب والآثام . قوله : (وسوء القضاء) هو ما يسوء الإنسان و يحزنه أو يوقعه في المكروه من القضية المقدّرة عليه ، و هو شامل في الدين، و الدنيا ، في النفس ، و الأهل ، و المال ، و الولد ، و الخاتمة ، و هذه الاستعاذة تتضمّن الحفظ في كل الأمور المذكورة . و الاستعاذة من سوء القضاء لا يخالف الأمر بالرضا بالقضاء ؛ فإن الاستعاذة منه من قضاء اللَّهسبحانه و تعالى و قدره ، و التي شرعها لنا و جعلها سُنّة لعباده ؛ لهذا يجب أن يعلم أن القضاء باعتبار العباد ينقسم إلى قسمين : خير و شر ، فشرع لهم سبحانه الدعاء بالوقاية من شره ، و الاستعاذة منه ، فهذا في القضاء المقضي المخلوق ، أما قضاء اللَّه الذي هو حكمه وفعله، فكلّه خير لا شرّ فيه أبداً . كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ( و الشر ليس إليك ) . لكماله جلّ و علا من كل الوجوه، فلا يدخل الشرّ في صفاته ولا في أفعاله ، و لا يلحق في ذاته جلّ و علا . قوله : (شماتة الأعداء): فرح الأعداء بما ينزل على الشخص من مكروه ، و سوء و محنة ، فينكأ القلب عندها ، و يحزن ، و يبلغ من النفس أشدّ مبلغ ، و قد يؤدّي إلى العداوة و البغضاء و الحقد ، و قد يُفضي إلى استحلال ما حرّمه اللَّه تعالى من القتال والانتقام و التعدي و الظلم ؛ لهذا أستعيذ منه لخطورته . فدلّ هذا الدعاء الجليل على أنه من جوامع الكلم التي أوتيها النبي صلى الله عليه و سلم الذي جمع الاستعاذة من جميع الشرور في الدين و الدنيا ، فاعتن بهذا الدعاء العظيم في ليلك و نهارك ، و في سفرك وحضرك، حتى تكون في حفظ اللَّه و عصمته من جميع شرور الدنيا و الآخرة . |
All times are GMT +3. The time now is 01:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.