![]() |
الأصحاب في القرآن (8)
من: الأخت/ الملكة نور http://www.ataaalkhayer.com/up/download.php?img=9641 الأصحاب في القرآن (8) تأليف أبو إسلام أحمد بن علي 11- أصحاب القرية - 12- أصحاب الجنة ( الحديقة ) 11- أصحاب القرية - و هم أهل قرية- اسمها أنطاكية بالروم - وكان بها ملك يقال له انطيخس بن انطيخس بن انطيخس وكان يعبد الأصنام , حين ذهب إلى أهل هذه القرية المرسلون , إذ أرسل الله تعالى إليهم رسولين- أسمهما صادق وصدوق- لدعوتهم إلى الإيمان بالله و ترك عبادة غيره , فكذَّب أهل القرية الرسولين , فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث- اسمه شلوم - , فقال الثلاثة لأهل القرية : إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون . قال أهل القرية للمرسلين : ما أنتم إلا أناس مثلنا ، وما أنزل الرحمن شيئًا من الوحي , و ما أنتم -أيها الرسل- إلا تكذبون . قال المرسلون مؤكدين : ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون , وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح , و لا نملك هدايتكم , فالهداية بيد الله وحده . قال أهل القرية : إنا تَشَاءَمْنا بكم , لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رميًا بالحجارة, و ليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع . قال المرسلون : شؤمكم و أعمالكم من الشرك و الشر معكم و مردودة عليكم, أإن وُعظتم بما فيه خيركم تشاءمتم وتوعدتمونا بالرجم والتعذيب؟ بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في العصيان و التكذيب . و جاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع- هو حبيب النجار و كان قد آمن بالرسل و منزله بأقصى البلد و ذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم- قال : يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله, اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, و هم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده . إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم , و أطيعوني بالإيمان . فلما قال ذلك وثب إليه قومه و قتلوه , فأدخله الله الجنة . قيل له بعد قتله : ادخل الجنة, إكرامًا له . قال وهو في النعيم والكرامة : يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي و إكرامه إياي; بسبب إيماني بالله و صبري على طاعته, و اتباع رسله حتى قُتِلت, فيؤمنوا بالله فيدخلوا الجنة مثلي . قال الله تعالى : {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ } يس13 12- أصحاب الجنة ( الحديقة ) - و هم أهل الحديقة عندما اختبرهم الله تعالى حين حلفوا فيما بينهم , ليقطعُنَّ ثمار حديقتهم مبكِّرين في الصباح , فلا يَطْعَم منها غيرهم من المساكين و نحوهم , و لم يقولوا : إن شاء الله . فأنزل الله عليها نارًا أحرقتها ليلا و هم نائمون , فأصبحت محترقة سوداء كالليل المظلم . فنادى بعضهم بعضًا وقت الصباح : أن اذهبوا مبكرين إلى زرعكم ، إن كنتم مصرِّين على قطع الثمار . فاندفعوا مسرعين ، و هم يتسارُّون بالحديث فيما بينهم : بأن لا تمكِّنوا اليوم أحدا من المساكين من دخول حديقتكم . و ساروا في أول النهار إلى حديقتهم على قصدهم السيِّئ في منع المساكين من ثمار الحديقة, و هم في غاية القدرة على تنفيذه في زعمهم . فلما رأوا حديقتهم محترقة أنكروها, و قالوا : لقد أخطأنا الطريق إليها, فلما عرفوا أنها هي جنتهم ، قالوا : بل نحن محرومون خيرها ; بسبب عزمنا على البخل و منع المساكين . قال أعدلهم : ألم أقل لكم هلا تستثنون وتقولون : إن شاء الله ؟ قالوا بعد أن عادوا إلى رشدهم : تنزَّه الله ربنا عن الظلم فيما أصابنا, بل نحن كنا الظالمين لأنفسنا بترك الاستثناء وقصدنا السيِّئ . فأقبل بعضهم على بعض , يلوم كل منهم الآخر على تركهم الاستثناء و على قصدهم السيِّئ , قالوا : يا ويلن ا إنَّا كنا متجاوزين الحد في منعنا الفقراء و مخالفة أمر الله ، عسى ربنا أن يعطينا أفضل من حديقتنا ; بسبب توبتنا و اعترافنا بخطيئتنا . إنا إلى ربنا وحده راغبون , راجون العفو , طالبون الخير . قال الله تعالى : {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } القلم17 |
All times are GMT +3. The time now is 06:03 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.