![]() |
النداء الربانى لأهل الجنة
الأخ الأستاذ / نبيل جلهوم عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير . عضو اتحاد الكتّاب و المثقفين العرب - مصر . عضو رابطة أدباء الشام - لندن . النداء الرباني لأهل الجنة بقلم : نبيل جلهوم * خاطرة : استوقفني حديثٌ عن ربِّ العزة و الجلال ، يرويه نبي الرحمة و صاحب الذوق الرفيع ، ذلك النبي الشفيع ، جميل الخصال ، سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم : نصه ما يلي : عن أبي سعيد الخدرى رضي الله تعالى عنه عن رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه و على آله و صحبه و سلَّم : ( إنَّ الله - تعالى - يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة ، فيقولون : لبَّيك يا ربَّنا و سعديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : و ما لنا لا نرضى و قد أعطيتنا مما لَمْ تعطِ أحدًا من خلقك ؟! فيقولُ : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون: يا ربِّ ، و أيُّ شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحِلُّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا ) . الله الله ، يا أهلَ الجنة ! حَدّثونا عنكم ، ما قصَّتكم ، شوَّقتمونا كثيرًا ؟ فهل يا تُرى ؟ !! 1- فهل يا ترى ، كنتم ممَّن هُم - في الدنيا - أهل الخير والصدق والأخلاق الحسنة ؟ 2- أم يا ترى، كنتم ممن هم - فيها - مصابيح هدًى ، ولآلئ نور ، ومصدر استقرار تصنعون الخير ليلَ نهار ؟ 3- فهل يا ترى، كنتم ممن هم - في الدنيا - حملة قلوب نقيَّة، لا حقد فيها ولا حسد ولا بغض ؟ 4- أم يا ترى، كنتم فيها ممن يتصدَّقون عند المقدرة ، وكانت أعينُكم تفيض حزنًا إذا لم يُسعفكم النصيب أن تتصدَّقوا وتنفقوا بسبب عَوَزكم وقلَّة مالِكم ؟ 5- فهل يا ترى، كنتم ممن كانوا لله محبِّين ، ولرسوله متَّبعين ، ولآلِه وصحابتِه محترِمين ، وعلى خُطاهم سائرين ؟ 6- أم يا ترى، كنتم ممن أتعبوا أقدامهم بين يدي الله في الليل واقفين، وبِجِباههم على الأرض ساجدين ، ولأيديهم رافعين متضرِّعين ، وبالسماء مُتعلِّقين ، وللدُّنيا مُطلِّقين . 7- فهل يا ترى، كنتم ممن كانوا - في الدنيا – صابرين ، وابتغاء أجر ومرضاتِ ربهم محتسبين ، وإلى جيرانِهم محسنين ، وبأخلاقهم متميِّزين ، ولدِينهم ناصرين عاملين ، ولنهضة أمَّتهم صانعين، ولمن حولهم مُسْعِدين ؟ رضوانٌ ربَّانيٌّ ، لا سخَطَ بعده ! ما أعظمَ ذلك الرِّضوان ! وهذه الخصوصيَّةَ الربَّانية ! 1. ما أعظمَه؛ لأن المانحَ له والمتكرِّم به هو الخالقُ المعبود ، صاحب الكرم ، وعظيم الجود ! 2. ما أعظمَه ؛ لأن المانح له والمتكرِّم به هو من كتب على نفسه الرحمةَ لعباده ؛ فكان رحيمًا ، بل واسعَ الرحمة ، بل زادتْ عن ذلك ووسِعت رحمتُه كلَّ شيء ! 3. ما أعظمه؛ لأن المُكافَئين به هم أهلُ الجنة ! 4. ما أعظمه ؛ لأنه رضوانٌ من ربٍّ راضٍ ، عظيم كريم ، كتبَ على نفسه الكرم والعدل ، الكريم والعدل اسمين من أسمائه ، وجعل الكرَم والعدل وصفًا من أوصاف ذاتِهِ سبحانه ! 5. ما أعظمَه ؛ فالحمد لك يا كريمُ ، فما أكرمَك ، ويا عادلُ ، فما أعدلَك على جمالِ كرمك وميزان عدلِك : (( حرَّمتَ على نفسِك الظلمَ ، و جعلتَه على عبادِك محرَّمًا )) ! 6. ما أعظمَه؛ فعندك يا ربِّ الرضا ، وعندك لن يُحرَم ولن يُظلم عبدٌ سجد لك ، وعبدَك وقدَّسك ونزَّهك ! 7. ما أعظمَه ؛ فعندك يا ربِّ الرضا ، وعندك لن يُظلم عبدٌ رفع يديه وتوجَّه بكُلِّيته إليك ، وركع لك وما انحنى إلا إليك ! 8. ما أعظمَه؛ فعندك يا ربِّ الرضا ، وعندك لن يُظلم عبدٌ قام بين يديك ذليلاً لك ، لم يُستذلَّ ولم يُذِّل نفسه لغيرك ! خاتمة : اللهم يا قادرًا على كل شيء ، اغفر لنا وللمسلِمين كلَّ شيء ، وارحمنا برحمتك الواسعة التي رحِمت بها كل شيء ، وإذا وقفنا بين يديك فارحمنا واغفر لنا ؛ فإنك أهل التقوى وأهل المغفرة ، واجعلنا والمسلمين من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرَّباني ورضوانك الأبديِّ . اللهم يا أرحم الراحمين، ارحمنا ، وإلى غيرك لا تَكِلْنا ، وعن بابِك لا تطردنا، ومن نَعْمائك لا تحرمنا، ومن شرور أنفسنا ومن شرور خلقك وكلِّ من حولنا سلِّمْنا، واجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي . اللهم يا من لا يردُّ سائله ، ولا يخيب للعبد رجاءه ؛ إنا قد بسطنا إليك أكفَّ الضراعة متوسِّلين إليك بأسمائك الحسنى ما علمنا منها وما لم نعلم : اجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ، ورضوانك الأبدي . اللهم رُدَّنا إليك ردًّا جميلاً ، اللهم ردَّنا إليك وأنت راضٍ عنا ، واجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ، ورضوانك الأبدي. اللهم أعنَّا على الموت وكربته ، والقبر وغمَّته ، والصراط وزلَّته ، ويوم القيامة وروعته ، واجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي . اللهم إنا نسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب ، وأن تجعلَنا من أهل الحنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي. اللهم لا تُثقل بنا أرضًا، ولا تُكرِّه بنا عبدًا . اللهم لا تعذِّبنا والمسلمين عند الموت ، واجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي. اللهم ارزقنا والمسلمين الموت في بلد نبيِّك محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - واجعلنا من أهل الجنة الذين شرَّفتهم بندائك الرباني ورضوانك الأبدي . ( اللهم اجعلنا من الذين يحبُّون لقاءكَ ، و تحبُّ لقاءهم يا أرحم الراحمين ). ( و صلِّ اللهم على نبيِّنا محمد ، صاحب الذوق الرفيع و النبيِّ الشفيع ). * عضو جمعية الكُتَّاب ببيت عطاء الخير . * عضو رابطة أدباء الشام – لندن . * عضو اتحاد الكتّاب و المثقفين العرب - مصر . |
All times are GMT +3. The time now is 09:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.