معقول ؟!! قطرات ماء قادرة على فلق الحجر ؟! سبحان الله
تخيلوا معي الآن لو أننا جمعنا قطرات الماء جميعاً من القطرة الأولى
وحتى آخر قطرة تسببت في انفلاق الصخرة
ثم سكبنا هذا الماء كله مرة واحدة على الصخرة ..
فهل تظنون أننا سنحصل على نفس النتيجة ؟!
هل تستطيع تلك الكمية من الماء أن تفلق الصخرة
لو سكبناها مرة واحدة على الصخرة ؟!
واعلم أن قطرة الماء قادرة على فلق الصخرة بإذن ربها !!
اتفقنا الآن على صحة نظرية النـُقطة ..وهذه النظرية عامة ..
تنطبق على كثير من الأمور في حياتنا وفي واقعنا..فكما أشرنا سابقا ....
.يمكن أن نستهين بأعمال خير قد نراها صغيرة وغير مؤثرة ..
مع انها في الحقيقة لها أثر لكننا لا نراه أو ننتبه إليه والأمر
و الأمر يحتاج منا إلى قليل من صبر ويقين ..
نستهين دائما بالذنوب الصغيرة ولا نحسب لها حساباً
مع انها تفعل فعل القطرة من الماء التي تسقط على الصخرة !!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:
" إياكم ومحقرات الذنوب. كقوم نزلوا في بطن وادٍ ،
فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود ، حتى أنضجـوا خُبزتَهُم .
وإن محقـــرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه"
رواه أحمد في مسنده ورجاله رجال الصحيح.
وصححه الألباني (صحيح الجامع، رقم 2686)
الأمر جـد خطيـر ويستحق الوقوف عنده كثيراً والتفكير فيه طويلاً
فإن استصغار الذنوب يجعلهـا عظيمة عند الله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين :
( وهاهنا أمر ينبغي التفطن له
وهو أن الكبيرة قد يقترن بها من الحياء والخوف
والاستعظام لها ما يٌلحِقُها بالصغائر ،
وقد يقترن بالصغيرة مـن قلة الحياء وعـدم المبالاة
وتـرك الخوف والاستهـانة بها . . مـا يُلحقُها بالكبائر
بل يجعلها في أعلى رتبها )
إنتهى كلامه رحمه الله .
ومن هنا يصبح لمحقرات الذنوب ( الذنوب الصغيرة ) جانبان ينبغي مراعاتهما :
الأول : كثرتها التي قد تؤدي إلى اللهاك .
الثاني : الاستهانة بها واحتقارها الذي يؤدي إلى كِبَرِها وعظمها عند الله .
في المسند وجامع الترمذي
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :
((إن المؤمن إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء،
فإذا تاب ونزع واستغفر صقل قلبه،
وإن زاد زادت حتى تعلوا قلبه))،
نظرة حرام تتبعها نظرة حرام ..كلمة حرام تتبعها كلمة حرام ..
إلى أن يسوَد القلب ويتحجّر !!
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" تـُعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا ،
فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء فيصير أسود مربادا كالكوز مجخيا ،
لا يعرف معروفا ولا ينكر إلا ما أشرب من هواه "
رواه مسلم