في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل
محظوراً وممنوعا إلا على الأولاد
وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم بالآمر من بعيد ماحد يرد
فهذا الجهاز الساحر ارتبط بمفهوم الأخلاق والحياء
وكان اقتراب البنااااات
منه يمثل خروجهن في الشارع دون غطاء رأس
من حيث الجرم والعقوبة
في الماضي كان الأب عملاقا كبيرا، نظرة من عينه تخرسنا
وضحكته تطلق أعياااادا في البيت
وصوت خطوته القاااادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ
من عميق السبااااااات ونصلي الفجر.
http://www.nawasreh.com/rose/up/11910289890645.gif
في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلوين من المترات
قريبة لدرجة أننا نتمشى إليها كل صباح
ونعود منها كل ظهيرة، لم نحتاااج إلى باصات مكيفة
ولم نخش على أنفسنا
ونحن نندس في الحواري
لنشتري عصير الفيمتو المثلج
في أكواب بلاستيكية ونعود للبيت بملابس تبقعت به.
في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق
ولم نعرفها في أرضيات البيوت المكسوة بالبلاستيك
ولم نسمع عنها في إعلانات التيلفزيون
ولم نحتج لسائل معقم ندهن فيه يدينا كل ساعتين
لكننا لم نمرض. http://www.nawasreh.com/rose/up/11910289890645.gif
في الماضي كانت للأم سلطة
وللمعلم سلطة
وللمسطرة الخشبية الطوووووويلة سلطة
نبلع ريقنا أمامها
وهي وإن كانت تؤلمنا
لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم
وجدول الضرب
وأصول القراءة وكتابة الخط العربي
ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد.
في الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساء
تصبح فااااااارغة
وكان النسااااااء
يمكثن في بيوتهن ولا يخرجن أبدا في المساء
وكان الرجال لا يعرفون مكاااانا
يفتح أبوابه ليلا سوى المستشفى والمطار.
في الماضي لم تكن الحكومة تسمح بنشر مجلات وجرايد
اعلانات تكبير وتصغير العورات
والمنشطات الجنسية ومواد تحويل السبلان الى غزلان
لان الرجال كانوا رجالا بدون منشطات
والنساء كن غزلان بعفتهن وطهارتهن
في الماضي كان النقااااااب غريبا
وكان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة
وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران
وكانت صوااااني < الذواقه >
تدور كل ظهيرة بين الدور وفي السكيك والحواري.
في الماضي لم يكن الأب متعلماً ولا الأم مثقفة
وكان الصغااااار ينجحون دون مدرسين
ويفهمون دون دروس خصوصية
ويسجلون النتائج الكبيرة في المدارس الحكومية
ولم تكن هناك مدارس خاصة
تدرس فساد الاخلاق بالعربي والغربي