بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ملف خاص عن الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحلقه (12) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=7536)

vip_vip 07-06-2012 12:23 PM

ملف خاص عن الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحلقه (12)
 
الحلقه الثانيه عشر
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام؟
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد ؟
وقديماً يعذرون لعدم وجود وسائل الإعلام .
الحمد لله
أولا : السبب الغالب في اختلاف بدء الصيام من بلد لآخر ، هو اختلاف
مطالع الأهلة . واختلاف المطالع أمر معلوم بالضرورة حسا وعقلا .
وعليه فلا يمكن إلزام المسلمين بالصوم في وقت واحد ، لأن هذا يعني
إلزام جماعة منهم بالصوم قبل رؤية الهلال ، بل قبل طلوعه .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عمن ينادي بتوحيد الأمة
في الصيام ، وربط المطالع كلها بمطالع مكة ، فقال :
" هذا من الناحية الفلكية مستحيل ؛ لأن مطالع الهلال كما قال شيخ
الإسلام ابن تيمية رحمه الله تختلف باتفاق أهل المعرفة بهذا العلم ،
وإذا كانت تختلف فإن مقتضى الدليل الأثري والنظري أن يجعل لكل بلد حكمه .
أما الدليل الأثري فقال الله تعالى :
}فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ{
البقرة/185 .
فإذا قُدِّرَ أن أناسا في أقصى الأرض ما شهدوا الشهر -أي : الهلال - وأهل
مكة شهدوا الهلال ، فكيف يتوجه الخطاب في هذه الآية إلى من لم
يشهدوا الشهر ؟!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ )
متفق عليه ،
فإذا رآه أهل مكة مثلاً فكيف نلزم أهل باكستان ومن وراءهم من
الشرقيين بأن يصوموا ، مع أننا نعلم أن الهلال لم يطلع في أفقهم ،
والنبي صلى الله عليه وسلم علق ذلك بالرؤية .
أما الدليل النظري فهو القياس الصحيح الذي لا تمكن معارضته ، فنحن
نعلم أن الفجر يطلع في الجهة الشرقية من الأرض قبل الجهة الغربية ،
فإذا طلع الفجر على الجهة الشرقية ، فهل يلزمنا أن نمسك ونحن في ليل
؟ الجواب : لا . وإذا غربت الشمس في الجهة الشرقية ، ولكننا نحن في
النهار فهل يجوز لنا أن نفطر ؟
الجواب : لا . إذاً الهلال كالشمس تماما ،
فالهلال توقيته توقيت شهري ، والشمس توقيتها توقيت يومي ، والذي قال
} وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ
مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ {
البقرة/187 .
هو الذي قال :
} فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ {
فمقتضى الدليل الأثري والنظري أن نجعل لكل مكانٍ حكماً خاصًّا به فيما
يتعلق بالصوم والفطر ، ويربط ذلك بالعلامة الحسية التي جعلها الله في
كتابه ، وجعلها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سنته ألا وهي شهود
القمر ، وشهود الشمس ، أو الفجر " انتهى من فتاوى أركان الإسلام ص 451.
وقال رحمه الله موضحاً هذا القياس ،
ومؤيداً به حجة الذين اعتبروا اختلاف المطالع :
" قالوا : والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي ، فكما أن البلاد تختلف في
الإمساك والإفطار اليومي ، فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار
الشهري ، ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين ،
فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل من كانوا في الغرب ،
ويفطرون قبلهم أيضا .
فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي ،
فإن مثله تماما في التوقيت الشهري .
ولا يمكن أن يقول قائل : إن قوله تعالى :
} وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ
مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ {
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا ،
وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ )
لا يمكن لأحد أن يقول : إن هذا عام لجميع المسلمين في كل الأقطار .
وكذلك نقول في عموم قوله تعالى :
} فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ {
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا ، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا )
وهذا القول كما ترى له قوته بمقتضى اللفظ ، والنظر الصحيح ،
والقياس الصحيح أيضا ، قياس التوقيت الشهري على التوقيت اليومي "
انتهى . نقلا عن "فتاوى رمضان" جمع أشرف عبد المقصود ص 104 .
وصدر عن هيئة كبار العلماء ، بيان مهم بهذا الخصوص ، وهذا نصه :
" أولاً : اختلاف مطالع الأهلة من الأمور التي علمت بالضرورة حساً
وعقلاً ، ولم يختلف فيها أحد من العلماء ، وإنما وقع الاختلاف بين علماء
المسلمين في : اعتبار خلاف المطالع ، وعدم اعتباره .
ثانياً : مسألة اعتبار اختلاف المطالع وعدم اعتباره من المسائل النظرية
التي للاجتهاد فيها مجال ، والاختلاف فيها واقع ممن لهم الشأن في العلم
والدين ، وهو من الخلاف السائغ الذي يؤجر فيه المصيب أجرين :
أجر الاجتهاد ، وأجر الإصابة ، ويؤجر فيه المخطئ أجر الاجتهاد .
وقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين : فمنهم من رأى اعتبار
اختلاف المطالع ، ومنهم من لم ير اعتباره . واستدل كل فريق منهما بأدلة
من الكتاب والسنة ، وربما استدل الفريقان بالنص الواحد كاشتراكهما في
الاستدلال بقوله تعالى :
} يَسْأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ {
البقرة/189 .
وبقوله صلى الله عليه وسلم :
( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ )
الحديث .
وذلك لاختلاف الفهم في النص ، وسلوك كل منهما طريقاً في الاستدلال به .
ونظرا لاعتبارات رأتها الهيئة وقدرتها ، ونظراً إلى أن الاختلاف في هذه
المسألة ليست له آثار تخشى عواقبها ، فقد مضى على ظهور هذا الدين
أربعة عشر قرناً ، لا نعلم فيها فترة جرى فيها توحيد الأمة الإسلامية على
رؤية واحدة . فإن أعضاء مجلس هيئة كبار العلماء يرون بقاء الأمر على
ما كان عليه . وعدم إثارة هذا الموضوع ، وأن يكون لكل دولة إسلامية
حق اختيار ما تراه بواسطة علمائها من الرأيين المشار إليهما في المسألة
، إذ لكل منهما أدلته ومستنداته .
ثالثاً : نظر مجلس الهيئة في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب ، وما ورد في
الكتاب والسنة ، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك ، فقرروا بإجماعٍ
عدمَ اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية ؛
لقوله صلى الله عليه وسلم
( صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ )
الحديث .
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ )
الحديث .
وما في معنى ذلك من الأدلة " انتهى نقلا عن "فتاوى اللجنة الدائمة" (10/102) .
الإسلام سؤال وجواب


All times are GMT +3. The time now is 09:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.