بيت عطاء الخير الاسلامي

بيت عطاء الخير الاسلامي (http://www.ataaalkhayer.com/index.php)
-   الرسائل اليومية لبيت عطاء الخير (http://www.ataaalkhayer.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ملف خاص عن الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحلقه (13) (http://www.ataaalkhayer.com/showthread.php?t=7537)

vip_vip 07-06-2012 12:25 PM

ملف خاص عن الاستعداد لشهر رمضان المبارك الحلقه (13)
 
الحلقه الثالثه عشر
ما هو السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام ؟
ما هو السن الذي يجب على الأطفال الصيام فيه ؟ وكيف نشجعهم على
الصيام والصلاة في المسجد وخاصة صلاة التراويح ؟ وهل توجد أفكار
دينية بسيطة لشغل أوقات فراغ الأطفال في رمضان ؟.
الحمد لله
أولاً :
لا يجب الصيام على الطفل الصغير حتى يبلغ ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ : عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ ،
وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ )
رواه أبو داود (4399) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
ومع ذلك ، فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده ،
ولأنه يكتب له الأعمال الصالحة التي يفعلها .
والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة
للصيام ، وهو يختلف باختلاف بنية الولد ، وقد حدَّه بعض العلماء بسن العاشرة .
قال الخرقي :
\" وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أُخِذَ به \" .
قال ابن قدامة :
\" يعني : أنه يُلزم الصيام ، يؤمر به ، ويضرب على تركه ،
ليتمرن عليه ويتعوده ، كما يُلزم بالصلاة ويؤمر بها ، وممن ذهب إلى
أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه : عطاء والحسن وابن سيرين والزهري
وقتادة والشافعي .
وقال الأوزاعي :
إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعا لا يخور فيهن ولا يضعف حُمِّلَ صومَ شهر
رمضان ، وقال إسحاق : إذا بلغ ثنتي عشرة أحب أن يكلف الصوم للعادة .
واعتباره بالعشر أولى ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالضرب على
الصلاة عندها ، واعتبار الصوم بالصلاة أحسن لقرب إحداهما من الأخرى
، واجتماعهما في أنهما عبادتان بدنيتان من أركان الإسلام ، إلا أن الصوم
أشق فاعتبرت له الطاقة ، لأنه قد يطيق الصلاة من لا يطيقه \"
انتهى . \" المغني \" (4/412) .
وقد كان هذا هو هدي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع أولادهم ،
يأمرون من يطيق منهم بالصيام فإذا بكى أحدهم من الجوع دُفع إليه اللعب
يتلهى بها ، ولا يجوز الإصرار عليهم بالصيام إذا كان يضرهم بسبب
ضعف بنيتهم أو مرضهم .
قال الشيخ ابن عثيمين :
\" والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن
عليه ويعتاده ، فيسهل عليه بعد البلوغ ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم –
وهم خير هذه الأمة - يصوِّمون أولادهم وهم صغار \" انتهى . \"
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين \" ( 19 / 28 ، 29 )
وسئل الشيخ رحمه الله تعالى :
طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه
واعتلال صحته ، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر ؟
فأجاب :
\" إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم ، ولكن إذا كان يستطيعه
دون مشقة فإنه يؤمر به ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون
أولادهم ، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها ، ولكن
إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه ، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا
من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها ، فإن خوف إضرار
الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه ، ولكن المنع يكون عن غير طريق
القسوة ، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم \" انتهى . \"
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين \" (19/83) .
ثانياً :
يمكن للوالدين تشجيع أولادهم على الصيام بإعطائهم هدية في كل يوم ،
أو بتذكية روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم أو من هو دون سنهم ،
ويمكن تشجيعهم على الصلاة بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها ، وبخاصة
إذا خرجوا مع الأب وصلوا في مساجد متفرقة في كل يوم .
وكذلك يمكن تشجيعهم بمكافأتهم على ذلك ، سواء كانت المكافأة بالثناء
عليهم ومدحهم ، أو بإخراجهم للتنزه أحياناً ، أو شراء ما يحبون .........
ونحو ذلك .
وللأسف يوجد تقصير عظيم من بعض الآباء والأمهات تجاه أولادهم في
هذا التشجيع ، بل تجد في بعض الأحيان الصد عن هذه العبادات ، ويظن
بعض هؤلاء الآباء والأمهات أن الرحمة والشفقة تقتضي عدم تصويمهم
أو عدم قيام أبنائهم للصلاة ، وهذا خطأ محض من حيث الشرع ، ومن
حيث التربية .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
\" أوجب الله الصيام أداء على كل مسلم مكلف قادر مقيم ، فأما الصغير
الذي لم يبلغ فإن الصيام لا يجب عليه ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( رفع القلم عن ثلاثة : وذكر : الصبي حتى يبلغ ) ،
ولكن يجب على وليه أن يأمره بالصيام إذا بلغ حدّاً يطيق الصيام فيه ؛
لأن ذلك من تأديبه وتمرينه على فعل أركان الإسلام ، ونرى بعض الناس
ربما يترك أولاده فلا يأمرهم بصلاة ولا صوم وهذا غلط ، فإنه مسؤول
عن ذلك بين يدي الله تبارك وتعالى ، وهم يزعمون أنهم لا يُصَوِّمون
أولادهم شفقة عليهم ورحمة بهم ، والحقيقة أن الشفيق على أولاده
والراحم لهم هو من يمرنهم على خصال الخير وفعل البر ، لا من يترك
تأديبهم وتربيتهم تربية نافعة \" انتهى . \"
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين \" ( 19 / 19 ، 20 ) .
ثالثاً :
ويمكن للوالدين شغل أوقات أولادهم بقراءة القرآن وحفظ جزء يسير كل
يوم منه ، وكذلك بقراءة كتب تناسب مستواهم ، وإسماعهم أشرطة
متنوعة تجمع بين الفائدة والمرح كالأناشيد ، وإحضار الأشرطة المرئية
المفيدة لهم ، وقد جمعت \" قناة المجد للأطفال \" أكثر هذه الأشياء ،
فيمكن تخصيص وقتٍ كلَّ يومٍ لمتابعة ما يفيد الأطفال منها .
وإننا لنشكر الأخت السائلة على اهتمامها بتربية الأولاد ، وهذا يدل على
خير في الأسر المسلمة لكن كثيرين لم يحسنوا تفجير طاقات أولادهم
الذهنية والبدنية ، فتعودوا على الراحة والكسل والاعتماد على غيرهم ،
كما لم يُهتم بتنشيطهم على العبادة كالصلاة والصيام فتربى أجيال كثيرة
على هذا فنفرت قلوبهم من العبادة بعدما كبروا ، وصعُب على آبائهم
توجيههم ونصحهم ، ولو أنهم اهتموا بالأمر من بدايته لما حصل الندم في آخره .
ونسأل الله تعالى أن يعيننا على تربية أولادنا ، وعلى تحببيهم في العبادة ،
وأن يوفقنا لأداء ما أوجب علينا تجاههم .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب


All times are GMT +3. The time now is 10:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.