في بيان الراحلة في طلب العلم والمتع الحاصلة بها
رداص على من كره الراحلة وعابها ما يلي .
" ولو عرف الطاعن على أهل الرحلة مقدار لذة الراحل
في رحلته ونشاطه عند فصولخ من وطنه , واستلذاذ
جميع جوارحه , عند تصرف لحظاته في المناهل والمنازل
والبواطن والظواهر , والنظر إلى دساكر الأقطار وغياضها
وحدائقها , ورياضها , وتصفح الوجوه , ومشاهدة ما لم
من عجائب , واختلاف الألسنة والألوان , والاستراحة في
أفياء الحيطان , وظلال الغيطان , والأكل في المساجد
والشر من الأدوية , والنوم حيث يدركه الليل , واستصحاب
من يحبه في ذات الله بسقوط الحشمة , وترك التصنع , وكل
ما يصل إلى قلبه من السرور عن ظفره ببغيته , ووصوله
إلى مقصده , وهجومه على المجلس الذي شمر له , وقطع
الشقة إليه - لعلمه أن لذات الدنيا مجموعة في محاسن تلك
المشاهد , وحلاوة بلك المناظر , واقتناص تلك الفوائد التي
هي عند أهلها أبهى من زهر الربيع , وأنفس من ذخائر العقيان
من حيث حرمها الطاعن وأشباهه " .
قوض خيامك عن ربع أهنت به < > وجانب الذل إن الذل يجتنب
