فإذا كان سن العاشرة يعني بداية التكليف
وسن العشرين يعني بداية الاستقلالية
وسن الثلاثين يعني وضوح الرؤية
وسن الخمسين السباق في تدارك ما فات
وسن الستين كمال الوعي
فإن سن الأربعين
هو مزيج من عشرات الاشياء فالأربعين هو السن الوحيد الذي خصه القرآن بدعاء مميز قائلا سبحانه
(حتى إذا بلغ اشده وبلغ أربعين سنة قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه واصلح لي في ذريتي اني تبت اليك واني من المسلمين)
فهو دعاء مؤثر
يتضمن الشكر عما مضىوالدعاء للآتي،
وإعلان الولاء لهذا الدين
http://www.nawasreh.com/vb/imgcache/12840nawasreh.jpg
في الأربعين
يشعر الواحد منا وكأنه على قمة جبل ينظر الى السفح الاول فيرى طفولته وشبابه ويجد ان مذاقهما لا يزال في اعماقه وينظر الى السفح الآخر فيجد ما تبقى من مراحل عمره ويدرك كم هو قريب منها إنه العمر الذي يكون الإنسان قادر فيه على ان يفهم كل الفئات العمرية ويعايشها ويتحدث بمشاعرها
http://www.nawasreh.com/vb/imgcache/12843nawasreh.jpg
وفي الأربعين نسمع لأول مرة من ينادينا في الاماكن العامة "تفضل ياعمي ليجد وجوهنا مستغربة للنداء الجديد وفي الأربعين يلتفت لنا من هم في الستين ليقولوا لنا: يابختكم مازلتم شباب، فيزداد إستغرابنا
في الاربعين تبدأ ازمة منتصف العمر يبدأ السؤال القاسي بالظهور امام الانسان ماذا انجزت في عملك؟ في اسرتك؟ في حياتك؟ في علاقتك مع ربك؟ انه سؤال يهز القلوب ويشغل التفكير المشكلة ان الأيام مرت اسرع مما توقعنا فاثناء طفولتنا كنا ننظر لمن في الأربعين على انهم شبعوا من دنياهم اما اليوم فنرى اننا لم نحقق الكثير مما وضعناه لانفسنا وأن السنوات تجري بنا ولا تعطينا فرصة لكي نصنع ما نريد
في الأربعين ندرك القيمة الحقيقية للأشياء الرائعة التي تحيط بنا ننظر إلى والدينا فنشعر انهما كنز علينا أن نؤدي حقه والى أبنائنا فنراهم قد غدوا كإخوان لنا ينتظرون صحبتنا ننظر الى الأخوان والأصحاب فنشعر بسرور غامر لوجودهم حولنا كما ننظر الى تقصيرنا وأخطائنا فنرى انها لا تليق بمن هو في الأربعين يفترض الناس فيه الحكمة والتوازن
في الأربعين يبدأ الحصاد نشعر حقيقة أننا كنا كمن كان يجري ويجري واليوم بدأ يخفف من جريه ويلتفت الى لوحة النتائج ليقرأ ملامحها الأولية وهو يعلم ان النتائج النهائية لم تحسم بعد إلا ان التغيير بعد الأربعين ليس بسهولة ما قبلها