![]() |
الصدق والفرح
من: الأخت الزميلة / جِنان الورد الصدق والفرح .. *الصدق والفرح بينهما تلازم ، فإذا تحقق الصدق حصل الفرحُ ولابد ..* *يقول ابن رجب رحمه الله : من لزِم الصدق في طلبه ؛ أداه إلى مقعد الصدق* .. *ثم قرأ :* ( *وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ)* *فكلّ صادقٍ سيفرح .. إذًا لابد أن أستقبل رمضان وأنا أنظر إلى مشهد الخِتام ،* *وأنا استشعر الفرح الذي سأناله والأجور التي سأحصدها والصحائف التي سأملأها ، وأنا أنظر إلى حالي صباح العيد حين تُوزّع الجوائز على الفائزين من ملك الملوك* *إذًا .. لا تدخل رمضان إلا وأنت صادق ، حقيقةً إن أهم عدةٍ تدخل بها رمضان هي "عدة الصدق"* *"فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لهم"* *كن صادقًا في احتياجك ،، انتظر لياليه انتظار من أثقل ظهره بالذنوب وأرهقته المعاصي وكبلته الخطايا وأراد صدقًا أن يتخفف منها ويتطهر من شؤمها* *كيف أهيئ قلبي لاستقبال رمضان؟* *حاوِل أن تتفقَّد قلبك، أين هو؟!* *هل هو في السَّماء يجول حولَ العرش، أم هو في الخراب يجول حول الحُشِّ ؟!* *فإن كان في السماء فلا ترضَ بدون الفِردوس، وإن كان في الخراب فحاول أن تُنقذه مِن المُهلكات التي اختطفَتْه أحد عشَر شهرًا ..* *هيِّئ قلبَك بتَرْك الغيبة والنَّميمة ،* *بالبُعد عن الكذب والخيانة، هيِّئ قلبك بابعاد أصدقاء السوء من حياتك، هيِّئ قلبَك بالتوبة من الغِلِّ والحقد والحسد والكراهية، هيِّئ قلبك بالتوبة مِن سماع المعازف ،* *هيئ قلبك بالاستغفار والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم* *ثم هيء نفسك ، كيف تكون تهيئة النفس ؟* *توقف قليلًا وتأمل حالها ..* *هل هي أمَّارة بالسُّوء .. تأمرك بالمعاصي والشهوات وحبِّ الزينة والسيئات ؟* *أم هي لوَّامة .. فيها مِن نور الإيمان ما يوقظها كلَّما غفلت فوقعت في سيئة أو فاتتها طاعةٌ فتلوم نفسَها وتصلح من حالها ؟* *قال مالك بن دينار:* " *رحِم الله عبدًا قال لنفسه: ألسْتِ صاحبةَ كذا؟! ألستِ صاحبة كذا؟! ثمَّ ذمَّها، ثم خَطَمَها [أي: قادها وسيطر عليها]، ثمَّ ألزمها كتابَ الله تعالى، فكان لها قائدًا"، فهل أنت قائد نفسك! أم أنَّك تاركٌ لها الزمامَ؟!* *هيئ عقلك .. بالنَّظر والدراسة لأحكام الصيام والقيام، وقراءة القرآن، وكل ما يخصُّ شهرَ رمضان وتعرف على أحكامَ الصيام الضرورِيَّة حتى يكون صيامك صحيحًا* *فالله لا يُعبَد عن جَهل ، وكلَّما ازددتَ علمًا زادك الله أجرًا "* *قل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذين لا يعلمون "* *هيئ جسدك .. فكلَّما حافظتَ على صِحَّة بدنك استطعتَ أداء أعمالك، سواء عباداتك لربِّك، أو أعمالك الحياتيَّة في يومك . . وجاء في وصايا لقمان لابنه: "يا بُني، إذا امتلأتِ المعدة؛ نامتِ الفِكرة، وخرستِ الحِكمةُ، وقعدت الأعضاءُ عن العبادة"* *هيئ وقتك وجدولك اليومي..* *ما لم تملك خطة محكمة وأهدافًا واضحة ستبقى في آخر الرّكب* *فرقٌ كبير بين من يدخل رمضان على نورٍ بصيرة وبين من يدخله مبعثرًا هائمًا لم يضع لنفسه خطة ولا جدولاً ولا مهامًا يلتزم بها* *وتذكر وأنت في هذا الموسم الربيح والزمان الفاضل أن البعثرة لا تُوصل للكمال..* *قال ابن القيم رحمه الله* : *«ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربه في جميع الأمور مع صدق العزيمة، ومن صدق الله في جميع الأمور صنع الله له فوق ما يصنع لغيره»* *هيئ مشاعرك بالشوق والفرح والترقُّب لهذا الشهر العظيم ، أكثر من دعوات الأسحار ، ابذل دموع الندم وقدّم كلمات الاعتذار ، احرص أن تتحرى الصدق في كل حركة وسكنة ، تقرب إلى مولاك بقلب منكسر يملؤه الخوف والرجاء أن يوفقك ويعينك ويسددك واسأله أن تكون في زمرة الصادقين ويكتبك من الفائزين* |
All times are GMT +3. The time now is 12:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.