![]() |
كيـف تواجه أذية النـاس...؟
كيـف تواجه أذية النـاس...؟ الرُّقعاء السخفاء سبوا الخالق جل في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا اله إلا هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة ما دام انك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلما في السماء فتفر منهم ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك . ان الجالس على الأرض لا يسقط والناس لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحاً ، او علماً ، أو أدباً ، أو مالاً ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليداً غبياً ، صفراً محطماً ، مكدوداً، هذا ما يريدونه بالضبط. إذاً فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم اثبت وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تنكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . انك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا : { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } ألا فأعرض عنهم : { وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، ويقدر وزنك. انك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ، ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم ، لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنبهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم واطراحك لأقوالهم : { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } بل تستطيع أن تصب أفواههم الخردل بزيادة فضائلك ، وتربية محاسنك، وتقويم اعوجاجك . أن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع محبوباً لدى الكل ، سليماً من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلاً او تأمَّلت أملاً بعيداً . |
All times are GMT +3. The time now is 06:28 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.