![]() |
اللطيف ، الخبير
من :الأخت الزميلة / جِنان الورد اللطيف ، الخبير ●*(( اللطيف ، الخبير ))* *وهما اسمان تكرر ورودهما مجتمعين في عدة آيات من القرآن الكريم،قال الله تعالى : { لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وقال تعالى في ذكر وصية لقمان الحكيم لابنه : { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }* *أما الخبير فمعناه :الذي أدرك علمه السرائر ، واطلّع على مكنون الضمائر ،ولطائف الأمور ، وعلم خفيات البذور، ودقائق الذرات ، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور الخفية التي هي في غاية اللطف والصغر ، وفي غاية الخفاء ، ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليّات* . *وأما اللطيف فله معنيان :* *أحدهما: بمعنى الخبير ، وهو أن علمه دقَّ ولطف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات* . *والمعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده وأوليائه مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها* . *ولطف الله بالعبد من الرحمة بل هو رحمة خاصة ؛ فالرحــمة التي تصل إلى العبد من حيث لايشعر بها أو بأسبابها هـي اللــطف*. *يقال : ( لطف بعبده ، ولطف له ) أي تولاه ولاية خاصة بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة ، وبها تندفع عنه جميع المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية*. *فمن لطف الله بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة*. *ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛ فقد يريدون شيئا وغيره أصلح ؛ فيقدر لهم الأصلح وأن كــرهوه لــطفاً بهم*. *ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا من البلايا والمحن سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم*. *ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة يحصل به المقصود ولايشغله عما خلق له من العبادة والعلم والعمل به ، بل يعينه على ذلك*. *ومن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب فيوفـقه للقيام بوظيفة الصبر فيها ، فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب* . |
All times are GMT +3. The time now is 04:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.