![]() |
حكم وضع اليمين على الشمال بعد الركوع
الأخ الزميل / مالك المالكى ( سـؤال و جـواب ) حكم وضع اليمين على الشمال بعد الركوع الســــؤال : ما حكم مسألة وضع اليمين على الشمال بعد الركوع ؟ نرجو من سماحتكم شرح هذا و بسط الكلام فيه بسطا وافيا ، و كلام أئمة العلماء في هذه المسألة ، و هل لمن يدعي أن هذا الأمر بدعة و ضلالة من حجة يتمسك بها من إرسال اليدين ، أم أنه يحتج بعادة الناس ، مع علمنا أن العبادة توقيفية ؟ و هل إذا كان الإمام يرسل يديه بعد الركوع ، فهل علي أن أرسلهما اقتداء و متابعة للإمام ، أم أستمر في وضع اليمين على الشمال ؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خير الإجــابــة : قد دلت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان في حال القيام يقبض شماله بيمينه ، و يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى و الرسغ و الساعد ، ثبت هذا من حديث وائل رضى الله تعالى عنه ، و ثبت معناه من حديث سهل عند البخاري ، و جاء أيضا من حديث قبيصة بن هلب عن أبيه رضى الله تعالى عنهما ، و جاء مرسلا عن طاوس رضى الله تعالى عنه عن النبي عليه الصلاة و السلام ، و الصواب أن اليمين توضع على الشمال في حال القيام قبل الركوع و بعده ، و ليس هناك تفصيل في الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا نعلم أحدا ذكر عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أرسل يديه في الصلاة بعد الركوع ، و لا عن الصحابة رضي الله عنهم و أرضاهم ، فالأصل في هذا هو الضم كما يضم قبل الركوع ، و كذا في القيام بعد الركوع ، و من زعم أنه يرسلهما بعد الركوع فعليه الدليل ، و من قال : إن ضمهما بدعة بعد الركوع ، فقد غلط ، و ذكر بعض أهل العلم أنه مخير ؛ إن شاء أرسلهما ، و إن شاء ضمهما بعد الركوع في حال القيام . و لكن الصواب أنه يضمهما كما قبل الركوع ؛ لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان ، بقاء السنة على حالها ، و قد قال وائل رضي الله تعالى عنه: [ رأيت النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان قائما في الصلاة يضع يده اليمنى على يده اليسرى ] و معنى قائما في الصلاة ، يعني : يشمل ما بعد الركوع ، و ما قبل الركوع قائما في الصلاة ، و هو يشمل القيامين : قبل الركوع ، و بعد الركوع . و هكذا قول سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه : [ كان الرجل يؤمر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم أن يضع اليمنى على كفه اليسرى ، و يضع اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ] . قال أبو حازم الراوي له عن سهل : لا أعلمه إلا ينمي ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فهذا يدل أنه في حال القيام يضع يمينه على ذراعه اليسرى ، و هذا يحتمل أن المراد ما قاله وائل ، و أنه يضع يمينه على كفه اليسرى ، و أطراف الأصابع على الساعد ، فعبر عن الساعد بذراعه اليسرى ، فيحتمل أنه في بعض الأحيان يضعها على كفه ، و في بعض الأحيان على ذراعه الأيسر ، أما إرسال اليدين فلم يثبت عنه عليه السلام ، لا قبل الركوع و لا بعد الركوع ، و العبادات توقيفية ، ليس لأحد أن يثبتها بمجرد الرأي و الاجتهاد . و الأصل بقاء ما كان على ما كان ، ما دام يضمها قبل الركوع ، فالأصل بقاء ذلك في قيامه بعد الركوع ؛ كما قال وائل رضى الله تعالى عنه : [ رأيت النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان قائما في الصلاة يضع يمينه على شماله ] يعنى كفه اليمنى على كفه اليسرى ، هذا هو الذي كتبناه في صفة صلاة النبي صلى الله عليه و سلم ، و هو الذي نعتقده ، و هو الذي دلت عليه الأحاديث فيما نعتقد ، و نسأل الله للجميع التوفيق . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء |
All times are GMT +3. The time now is 01:40 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.