![]() |
الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين
من : الأخت الزميلة / جِنان الورد الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين التوازن بين الدنيا والآخرة ليس خيارًا بين طريقين ، بل هو السير في طريقٍ واحدٍ بخطوتين متزنتين ، خطوة في عمارة الأرض ، وخطوة نحو عمارة القلب.. فالدنيا مزرعة الآخرة ، وليست نقيضًا لها ، والعمل فيها جزءٌ من العبادة إذا كانت النيّة لله.. يقول الله تعالى : "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا".. في هذه الآية تربية دقيقة للنفس حتى لا تميل إلى الإفراط ولا التفريط.. فالمؤمن لا يُسخّر دينه لخدمة دنياه ، ولا يهمل دنياه باسم الآخرة.. يعيش بقدميه على الأرض ، لكن قلبه معلّق بالسماء.. الدنيا ليست مذمومة لذاتها ، إنما تُذمّ حين تُشغل عن الله ، وتُمدح حين تكون وسيلةً لطاعته.. المال ، والوظيفة ، والعلم ، والعلاقات ، كلها يمكن أن تكون عبادةً إذا أُديت بنيّة صادقة ، وعلى منهج مستقيم.. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا".. كلمة تختصر ميزان الحياة ، اجتهاد في السعي دون تعلق ، واستعداد للرحيل دون غفلة.. من علامات التوازن أن يكون القلب في حال ذكرٍ دائم ، حتى وسط الحركة والمهام اليومية ، أن تكون يدك تعمل ، ولسانك يذكر ، وقلبك يراقب.. فالغاية ليست ترك الدنيا ، بل تسخيرها طريقًا إلى الله.. والتوازن الحق يتحقق حين يدرك الإنسان أن النجاح في الدنيا لا قيمة له إن لم يُرضِ الله ، وأن الزهد الحقيقي ليس في ترك الأشياء ، بل في ألا تملك الأشياء قلبه.. من عاش هذا المعنى عاش في سكينةٍ مهما تغيّر الواقع حوله ، لأن روحه لا تسكن في متاعٍ زائل ، بل في يقينٍ دائم أن كل عملٍ دنيوي يمكن أن يكون عبادةً إذا صَفَت النيّة واستقام السلوك.. |
| All times are GMT +3. The time now is 03:36 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.5
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.