عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-28-2013, 09:40 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

ومن هنا ندرك معنى قوله تعالى:
{ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ }
[البقرة: 102]
فالمؤمن لديه سلاح قوي جداً هو القرآن، بينما نجد البعيد عن ذكر الله تعالى
سوف يتأثر بسهولة بمثل هذا الحسد أو السحر.
وقد جرى السحر على بعض أنبياء الله مثل سيدنا موسى عليه السلام:
{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى
قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى
وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى }
[طه: 65-69]
فقد خُيّل لسيدنا موسى أن الحبال تسعى مثل الثعابين.
وقد يعجب البعض: كيف يمكن لنبي أن يجري عليه السحر مثل البشر؟
وهل النبي لديه نقص في إيمانه؟
ونقول يا أحبتي، هذه روعة الإسلام!
حتى الأنبياء جرى عليهم السحر لأنهم بشر مثلنا، يقول تعالى:
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ
فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
[الكهف: 110]
فالمؤمن قد يُبتلى بالسحر أو الحسد أو المرض... ولكن الله تعالى يلهمه
الدعاء ليستجيب له، ويكون قد نجح في الامتحان!
ونتذكر قصة سيدنا أيوب عليه السلام عندما مسَّه الشيطان بنصب وعذاب،
ولكنه لم يفقد الأمل من رحمة ربه، يقول تعالى:
{ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ }
[ص: 41].
وقد استجاب الله دعاء عبده أيوب، يقول تعالى:
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
[الأنبياء: 83-84].
فالمرض والسحر والحسد ونقص المال وغير ذلك... كلها اختبارات للمؤمن
ليرى الله تعالى مدى صدقه وقوة إيمانه،
ولذلك فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس بلاءً،
ليعلمنا الصبر ويعلمنا العلاج لهذا البلاء ألا وهو اللجوء إلى الله تعالى:
{ قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ
وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
[الأعراف: 188].
ونتيجة القول:
إن السحر حقيقة واقعة يعترف بها العلماء اليوم، ويعترفون بوجود خداع
للدماغ والعين، ويعترفون بأن الإنسان يمكن أن يرى أشياء غير حقيقية،
ويتذكر أشياء لم تحدث أبداً، ودماغ الإنسان يصدر ترددات كهرطيسية يمكن
بواسطتها التأثير على الآخرين، وهناك عشرات الدراسات العلمية التي تثبت
هذه الحقائق وبما يتفق مع القرآن الكريم، أي أن القرآن لا يناقض العلم.

رد مع اقتباس