الأخت / الملكة نــــــــور
فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني
26 – أن يُحاسب نفسه وأن يبتهل إلى الله :
على الداعية - أيضاً – أن يُحاسب نفسه محكّماً في ذلك قوله ،
فيسمع لقوله إذا قال ، ويُحاسب نفسه على عمله !
هل هو ينفذ ما يقول أم لا ؟ وهل يطبق ما أمر به أم لا ؟ .
ثم يسأل ربه العون والسداد ، وعليه أن يبتهل إلى الله في أول كل كلمة ،
وأول كل درس ، ويسأل الله – عز وجل – أن يُسدده ، وأن يفتح عليه ،
ومما يؤثر في ذلك ما ورد في الحديث :
( اللهمَّ بكَ أَصولُ وبكَ أَحولُ وبكَ أسيرُ )
وكان من العلماء إذا أرادوا أن يدرسوا الناس سألو الله بهذا الدعاء ،
[ اللهم افتح علي من فتوحاتك ]
[ اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين فأهلك ] .
فإن الإنسان لو اعتمد على قدراته وإمكاناته وذاكرته وصوته
تقطعت به السُبل ، فليس لنا معين إلا الله .
فعلى الداعية إذا أراد أن يصعد المنبر يوم الجمعة أن يبتهل إلى الله
أن يسدد كلماته وعباراته ، وأن يهديه سواء السبيل ، وأن ينفع بكلامه ،
وأن يلهمه رشده ، فإنه لو شاء الله – عز وجل – ما استطاع أن يواصل ،
ولو شاء الله – سبحانه وتعالى – خانته العبارة ، أو أتى بعبارة ربما تورطه ،
وتورط الناس معه ! أو أتى بعبارة خاطئة تخالف الدين !
فعليه أن يسأل الله السداد والثبات ، فإن من يسدده الله – سبحانه وتعالى –
فهو المسدد ، ومن خذله الله فهو المخذول .