عَن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَ أَنَا أَذْهَبُ إِلَى الْجُمُعَةِ
فَقَالَ رضى الله تعالى عنه
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( يَقُولُ مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ )
شرح ابن بطال لصحيح البخاري :
{ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا
إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
ففسر صلى الله عليه و سلم ذلك العمل الصالح
أنه لا تمس النار من اغبرت قدماه فى سبيل الله ،
و هذا وعد من النبي صلى الله عليه و سلم و الوعد منه منجز ،
و سبيل الله جميع طاعاته .
( مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ ) : أي أصابهما غبار أو صارتا ذا غبار و المراد المشي ،
( فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) : أي في طريق يطلب فيها رضا الله فشمل
طريق الجهاد و طلب العلم و حضور الجماعة و الحج و غير ذلك
لأنه اسم جنس مضاعف يفيد العموم إلا أن المتبادر في سبيل الله الجهاد
( حَرَّمَهُ اللَّهُ ) : كله
( عَلَى النَّارِ ) : أبلغ من قوله أدخله الجنة
و إذا كان ذا في غبار قدميه فكيف بمن بذل نفسه فقاتل و قتل في سبيل الله ؟
فيه تنبيه على فضيلة المشي على الأقدام للطاعات
و أنه من الأعمال الرابحة التي يستوجب العبد بها
معالي الدرجات و الفردوس الأعلى .