الضغط النفسي وسرطان الجلد
وجد الباحثون في دراسة أجريت على الحيوان، وتم نشر نتائجها في مجلة
Journal of American Academy of Dermatology
أن تعرض الفئران للضغط النفسي، والأشعة فوق البنفسجية معاً،
يؤدي لحدوث سرطان في الجلد، خلال نصف المدة الزمنية، التي يحدث بها،
عند أولئك المعرضين للأشعة وحدها.
ويشير الباحثون إلى أنه في حال أظهرت دراسات إضافية نفس التأثيرات
على الإنسان، أن برامج تقليل الشدة النفسية، مثل اليوغا، وتمارين التأمل،
قد تساعد الأشخاص المعرضين لخطورة الإصابة بسرطان الجلد في الوقاية
منها. وتساعد برامج تقليل الضغط النفسي العديد من الناس، ولكنها قد تكون
أكثر أهمية لغيرهم ممن تكون نسبة خطورة الإصابة بسرطان الجلد لديهم
أعلى، بحسب ما قاله فرانسيسكو توسك، الأستاذ المساعد في قسم أمراض
الجلد، في مؤسسات جون هوبكنز الطبية.
وأجريت الدراسة على 40 فأراً، وظهرت الإصابة الأولى بالورم، في أحد
الفئران المعرضين للشدة النفسية، والأشعة فوق البنفسجية، خلال ثمانية
أسابيع فقط، أما الفئران المعرضة للأشعة فقط لم تصب بالورم إلا بعد مرور
13 أسبوعا على الأقل. وبعد مرور 21 أسبوعا على التعرض للعوامل
المضرة، أصيب 14 فأر من بين 40 بسرطان في الجلد، مقارنة مع اثنين
من الفئران، غير المعرضة للشدة النفسية.
معظم سرطانات الجلد كانت من نوع الأورام الشائكة الخلايا، وهو نوع
من الأورام الخبيثة غير الصباغية، ذات الاستعداد الكبير للانتشار إلى أقسام
أخرى من الجسم. ويقول الباحثون، أنهم بصدد القيام باختبارات إضافية،
لتقرير مدى تأثير التعرض للشدة النفسية، على تطور سرطانات الجلد
وقال الدكتور توسك إن هناك دلائل كثيرة على وجود تأثيرات سلبية للضغط
النفسي المزمن على جهازنا المناعي وأقسام أخرى من جسدنا،
لكن للمساعدة على إيجاد استراتيجيات علاجية جيدة نحن بحاجة لفهم أفضل
للآليات التي تؤثر فيها الشدة النفسية على حدوث تلك الأورام السرطانية.
الضغط النفسي وارتفاع الكولسترول
نشرت مؤخراً دراسة بيَّنت الصلة بين تغير نسبة الكولسترول في الدم،
ومدى تأثر الفرد بالشدة النفسية، وطريقة تعامله معها .إذا تعرض شخص
ما لضغط نفسي، واستسلم لتأثيرات الشدة عليه، فإن مستوى الكولسترول
يتدهور ليزداد سوءاً خلال السنوات القليلة التالية، بالمقارنة مع الأشخاص
الذين لم يتعرضوا لهذا النوع من الشدة.
الدراسة التي أشرف عليها أندرو ستبتو، من جامعة لندن، شملت 200
شخص من الجنسين في المرحلة المتوسطة من العمر، ولم يسبق لأحدهم
أن تعرض لمشاكل قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم. وتم أخذ عينات من دم كل
منهم، مع تقييم مستوى الشدة النفسية لدى كل فرد. ومن بعدها تم تعريضهم
لاختبارين نفسيين مختلفين، قيس بعدهما مباشرة مقدار الكولسترول في
الدم، فظهرت زيادة عن المستوى الطبيعي له.
وعند تكرار المعايرة بعد ثلاث سنوات، كانت النتيجة معها أن ظهر نفس
مستوى الارتفاع في الكولسترول لدى الجنسين بصورة متساوية، مع مراعاة
بعض العوامل، مثل مؤشر حجم كتلة الجسم والتدخين والعلاج الهرموني
يقول الباحث ستبتو في دراسته التي نشرت في العدد الاخير من مجلة
إن تجاوب الكولسترول مع مستوى الشدة النفسية مخبرياً يعكس على الأغلب
كيفية تفاعل الأشخاص مع التحديات التي يواجهونها في كل يوم.
لذا كلما كان تفاعل الكولسترول للشدة أكبر تزداد الاستجابة للانفعالات
النفسية اليومية. وتراكم هذه الاستجابات مع انفعالات الحياة المستمرة
يؤدي إلى زيادة في نسبة الكولسترول أو الدهون عموما في السنوات