عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 02-03-2013, 09:13 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

وقال: لابد لنا أن نعرف أن تفاعل الشخص مع الجهد أو الشدة النفسية
هو أحد الآليات التي قد ترفع من مستوى الكولسترول في الدم.
واتضح أن للشدة النفسية أشكالاً عديدة، منها التعايش مع مرض مزمن،
التقدم إلى وظيفة أو امتحان، التعافي من خسارة مالية، حساب المصروف
اليومي، ويمكن أن تزداد تأثيراتها مع الزمن، علما أن تفاعل الأشخاص
مع هذه الحالة يختلف من فرد لآخر.
وهكذا فإن العديد من الدراسات جميعها تؤكد على خطورة الضغوط النفسية
وعدم علاجها والاستسلام لها، ومن هنا ربما ندرك لماذا كانت الآيات
التي تتحدث عن الصبر كثيرة في القرآن الكريم،
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الصابر الأول، وهو القدرة لنا
في الصبر وعلاج الضغط النفسي.
ماذا عن المؤمن؟
المؤمن هو أبعد الناس عن الضغط النفسي، لماذا؟ لأن الله تعالى زوده
بعلاج قوي ألا وهو الصبر، يقول تبارك وتعالى:
{ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
[آل عمران: 186]
فالملحد ينظر إلى الدنيا على أنها نهاية كل شيء، فلا حياة بعد الموت،
وهذا ما يزيد من معاناته ويضاعف الضغوط النفسية التي يتعرض لها،
لأنه لا يجد حلاً لمشاكله وهمومه.
بينما المؤمن نراه يصبر ابتغاء وجه الله، فهو يصبر ويعالج الضغوط النفسية
بكل هدوء ورضا وسعادة، فتجده وهو في أشد حالات الضغط النفسي سعيداً
راضياً بقضاء الله وقدره،
ولذلك قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم:
( عجبًا لأمرِ المؤمنِ . إن أمرَه كلَّه خيرٌ . وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ .
إن أصابته سراءُ شكرَ . فكان خيرًا له .
وإن أصابته ضراءُ صبر . فكان خيرًا له ).
ومن هنا ندرك أهمية الإيمان بالله تعالى، فقد توصل باحثون بريطانيون
إلى أن الإيمان بالله يخفف من الشعور بالألم. وذكرت صحيفة دايلي مايل
البريطانية أن أكاديميين في مركز أكسفورد للعلوم الذهنية في بريطانيا أجروا
اختبارات على 12 كاثوليكياً و12 ملحداً لفحص تعاملهم مع الألم عبر
تعريضهم للصدمات الكهربائية. وتبين أن الكاثوليكيين استطاعوا إعاقة
الكثير من الألم الذي تسببت به الصدمات الكهربائية وكانوا قادرين
على تنشيط جزء من الدماغ متعلق بالتحكم بالألم.
واكتشف الباحثون عبر مراقبتهم للجزء الأيمن من الدماغ أن الآليات
العصبية المتعلقة بالتحكم بالألم كانت ناشطة.أما الملحدون فلم تشهد أدمغتهم
أي نشاط يتعلق بالتحكم بمستويات الألم التي بقيت كما هي طوال
فترة الاختبار.
فتأملوا كيف أن الإيمان بالله يمنح الإنسان الصبر والقدرة على التحمل،
ولكن وللأسف معظم التجارب تجري على أناس غير مسلمين،
ولكن لا بأس من التعريف بها، لأن الإسلام دين قوي جداً،
وإذا كان المؤمن بالله من ديانات أخرى يستفيد من إيمانه فكيف بالمسلم
الذي يتبع الدين الحق؟ لابد أن يكون تأثير الإيمان أقوى بمئة مرة،
وكم تمنيت من علمائنا وأطبائنا أن يقوموا بتجارب مشابهة للتجارب
التي يقوم بها الغرب، ولكن على أناس مسلمين!
وانظروا معي كيف أمرنا الله بالصبر وأكد لنا أنه معنا إذا صبرنا،
يقول تعالى:
{ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }
[الأنفال: 46 ]
فهل هناك أجمل من أن يكون الله معك في كل لحظة؟ أليس هذا الشعور
كافياً لعلاج أي ضغط نفسي مهما كان نوعه ؟
وتأملوا معي هذا النص الرائع الذي يمنح المؤمن القوة والقدرة على علاج
أكبر الضغوط النفسية مهما كان نوعها، مادامت النتيجة ستكون الجنة
ورضا الله يقول تعالى:
{ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ
أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ
فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }
[الرعد: 22-24].

رد مع اقتباس