" كيف الشهادة على أهل الإسلام ؟ "
لو انتهيت إلى المسجد يوم الجمعة و هو ملآن يغص بالرجال ،
فقال لي قائل : أي هؤلاء شر؟ لقلتُ لقائلي : أيهم أغش لجماعتهم ؟
فإذا قال : هذا ، قلت : هو شرهم ،
و ما كنتُ لأشهد على خيرهم أنه مؤمن مستكمل الايمان ، إذاً لشهدت أنه من أهل الجنة ،
و ما كنتُ لأشهد على شرهم أنه منافق برئ من الإيمان ، إذاً لشهدتُ أنه من أهل النار ،
و لكني أخشى على محسنهم و أرجو لمسيئهم ،
فما ظنكم بمسيئهم إذا خشيت على محسنهم و ما ظنكم بمحسنهم إذا رجوت لمسيئهم .
المصدر : حلية الأولياء 2/224
" الرضا بأقدار الله و التسليم له "
قال عمرو بن جرير البجري :
لما مات ذر بن عمر بن ذر قال :
أصحابه الآن يضيع الشيخ ( يقصدون أباه ) لأنه كان باراً بوالديه ،
فسمعها الشيخ فبقي متعجباً أنا أضيع و الله حي لا يموت .
فسكت حتى واراه التراب ، فلما واراه التراب وقف على قبره يُسمعهم ، فقال :
رحمك الله يا ذر ما علينا بعد من خصاصة ، و ما بنا إلى أحد مع الله حاجة ،
و ما يسرني أن أكون المقدم قبلك ، و لولا هول المطلع لتمنيت أن أكون مكانك .
لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، فيا ليت شعري ماذا قيل لك ،
و ماذا قلت - يعني منكر و نكيراً -
اللهم إني قد وهبت له حقي فيما بيني و بينه ،
اللهم فهب حقك فيما بينك و بينه له .
قال فبقي القوم متعجبين مما جاء منهم
و مما جاء منه من الرضا عن الله و التسليم له .
المصدر : حلية الأولياء 5/109
قال الحسين بن الحسين المروزي :
سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : كنت عند أبي عوانه ، فحدث بحديث عن الأعمش .
فقلت : ليس هذا من حديثك ، قال : بلى ، قلت : لا .
قال : يا سلامة هاتي الدرج ، فأخرجت الدرجَ ، فنظر فيه فإذا ليس الحديث فيه ،
فقال : صدقت يا أبا سعيد ، صدقت يا أبا سعيد ، فمن اين أُتيتُ ؟
قلت : ذُوكِرتَ به و أنت شاب ، فظننتَ أنك سمعته .
المصدر : الجامع لأخلاق الراوي 2/39
" مذهب بعض العلماء في التعريض بحاجتهم "
حضرت ابا الحسن ( يعني الدارقطني )
و جاءه أبو الحسين البيضاوي بغريب ليقرأ له شيئا فامتنع و اعتل ببعض العلل ،
و سأله ان يملي عليه احاديث ،
فأملى عليه أبو الحسن من حفظه مجلساً تزيد احاديثه على العشرين ،
متنُ جميعِها ( نعم الشيء الهدية امام الحاجة ) .
قال فانصرف الرجل ، ثم جاءه بعدُ و قد اهدى له شيئاً ،
فقربه و أملى عليه من حفظه سبعة عشر حديثاً متونُ جميعِها
( اذا اتاكم كريم قوم فأكرموه ) .
قال الذهبي : هذه حكاية صحيحة رواها الخطيب عن العتيقي
و هي دالة على سعة حفظ هذا الامام و على انه لَوَّحَ بطلب شيء ،
و هذا مذهب لبعض العلماء و لعل الدارقطني كان اذ ذاك محتاجاً .
" تغير الخطاب حسب المصلحة "
{ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
{ ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ }
عندما كانت لهم منفعه قالوا: أَخَانَا
و عندما انتهت قالوا : إِنَّ ابْنَكَ