الأخ / الصبر ضياء - الفرج قريب
قالَ الإمام أبو محمَّد الحسن بن عليّ بن خلف البربهاريّ
(ت: 329هـ) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَىٰ- في كتابه "شرح السُّنَّة":
[ ولا يحل لرجل أنْ يقول: فلان صاحب سُنَّة حتَّى يعلم أنَّهُ قد اِجْتمعت
فيه خصال السُّنَّة، فلا يُقال له صاحب سُنَّة حتَّى تجتمع فيه السُّنَّة كلّها ]
قالَ الإمام المجاهد/ ربيع بن هادي المدخلي -حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ-
في كتابه "عون الباري" (2/ 924، 925) في شرحه:
[ يعني: لا تشهد لإنسان أنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة إلاَّ إذا عرفت أنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة،
وأنَّهُ اِسْتوفى أصول أهل السُّنَّة. ويُريد أنَّ مَنْ أخلَّ بأصل مِنْ أصول السُّنَّة
فليس منهم، ومنها اِحْترام الصَّحابة وإكرامهم، فمَنْ نالَ مِن الصَّحابة
فليس مِنْ أهل السُّنَّة، ومَنْ أبغضهم أو عاداهم أو كفَّرهم والعياذ بالله؛
لا يفعل هذا إلاَّ ضال مغرق في الضَّلال، أو زنديق، والعياذ بالله.
والحاصل: أنَّ الشَّهادة لشخص بأنَّهُ مِنْ أهل السُّنَّة تحتاج إلى تثبّت،
{ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا }
ومع الأسف فهناك أناس يشهدون لأناس بأنَّهم من أهل السُّنَّة؛ رغم
ضلوعهم في البدع الكُبرى الواضحة كالشَّمس، وهذا العمل مِن الأدلَّة
على غربة السُّنَّة وأهلها ]
عون الباريّ ببيان ما تضمنّه شرح السُّنَّة للإمام البربهاريّ
(2/ 924، 925)