قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
{ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ}
قَالُوا هُوَ الْبَذَاءُ أَنْ تَبْذُوَ عَلَى أَهْلِهَا وَ اعْتَلَّ بِأَنَّفَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ
لَمْ يَجْعَلْ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ السُّكْنَى لِمَا كَانَتْ تَبْذُو عَلَى أَهْلِهَا
قَالَالشَّافِعِيُّوَ لَا نَفَقَةَ لَهَا لِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فِي قِصَّةِ حَدِيثِ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ .
الشــــــــــــروح
قَوْلُهُ : ( طَلَّقَنِي زَوْجِي ثَلَاثًا )
و فِي رِوَايَةٍ فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِتَطْلِيقَةٍ كَانَتْ بَقِيَتْ لَهَا
( لَا سُكْنَى لَكِ ، وَ لَا نَفَقَةَ ) اسْتَدَلَّ بِهِأَحْمَدُ وَ إِسْحَاقُ،
وَ غَيْرُهُمَا عَلَى أَنَّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا لَا سُكْنَى لَهَا ، وَ لَا نَفَقَةَ
( فَذَكَرْتُهُ ) أَيْ : حَدِيثَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ
(لِإِبْرَاهِيمَ ) هُوَ النَّخَعِيُّ
( فَقَالَ ) أَيْ : إِبْرَاهِيمُ
(لَا نَدَعُ ) بِفَتْحِ الدَّالِ أَيْ : لَا نَتْرُكُ
( كِتَابَ اللَّهِوَ سُنَّةَ نَبِيِّنَا ) سَيَأْتِي بَيَانُ مَا هُوَ الْمُرَادُ مِنْ كِتَابِاللَّهِ وَ سُنَّةِ نَبِيِّنَا
( لِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَا نَدْرِي أَحَفِظَتْ أَمْنَسِيَتْ فَكَانَعُمَرُيَجْعَلُ لَهَا السُّكْنَى وَ النَّفَقَةَ )
اسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ قَالَ إِنَّ لِلْمُطَلَّقَةِ ثَلَاثًا النَّفَقَةَ وَ السُّكْنَى ،
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
أَخْرَجَ حَدِيثَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍالْجَمَاعَةُ بِأَلْفَاظٍمُخْتَصَرًا وَ مُطَوَّلًا .
قَوْلُهُ : ( وَ هُوَ قَوْلُ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ،
وَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍوَ الشَّعْبِيُّ، وَ بِهِ يَقُولُأَحْمَدُوَ إِسْحَاقُ وَ قَالُوا :
لَيْسَ لِلْمُطَلَّقَةِ سُكْنَى ، وَ لَا نَفَقَةٌ إِذَا لَمْ يَمْلِكْ زَوْجُهَا الرَّجْعَةَ )
وَ هُوَ قَوْلُعَمْرِو بْنِ دِينَارٍوَ طَاوُسٍوَ عِكْرِمَةَوَ إِبْرَاهِيمَفِي رِوَايَةٍ ، وَ أَهْلِ الظَّاهِرِ ،
كَذَا فِي عُمْدَةِالْقَارِي .
(وَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مِنْهُمْعُمَرُوَ عَبْدُ اللَّهِ :
إِنَّ الْمُطَلَّقَةَ ثَلَاثًا لَهَا السُّكْنَى وَ النَّفَقَةُ ، وَ هُوَقَوْلُسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّوَ أَهْلِالْكُوفَةِ)
وَ هُوَ قَوْلُحَمَّادٍوَ شُرَيْحٍوَ النَّخَعِيِّوَ ابْنِ أَبِي لَيْلَىوَ ابْنِ شُبْرُمَةَ وَ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ
وَ أَبِي حَنِيفَةَوَ أَبِي يُوسُفَوَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ
(وَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : لَهَا السُّكْنَى ، وَ لَا نَفَقَةَلَهَا ،
وَ هُوَ قَوْلُمَالِكِ بْنِ أَنَسٍوَاللَّيْثِبْنِ سَعْدٍ ،وَ الشَّافِعِيِّ)وَ هُوَ قَوْلُعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ
وَ أَبِي عُبَيْدَةَ، و قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ : إِنَّ لَهَا النَّفَقَةَ دُونَ السُّكْنَى ، حَكَاهُ الشَّوْكَانِيُّفِي النَّيْلِ ،
و احْتَجَّ الْأَوَّلُونَ بِحَدِيثِفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍالْمَذْكُورِ فِي الْبَابِ ،
وَ هُوَ نَصٌّ صَحِيحٌ صَرِيحٌ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ ، قَالَ الْعَيْنِيُّفِي شَرْحِالْبُخَارِيِّ :
قِصَّةُفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍرُوِيَتْ مِنْ وُجُوهٍ صِحَاحٍ مُتَوَاتِرَةٍ . انْتَهَى ،
و احْتَجَّ مَنْ قَالَ : إِنَّ لَهَا النَّفَقَةَ وَ السُّكْنَى بِقَوْلِعُمَرَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
لَا نَتْرُكُ كِتَابَ اللَّهِ وَ سُنَّةَ نَبِيِّنَا بِقَوْلِ امْرَأَةٍ لَا نَدْرِي حَفِظَتْ ،
أَوْ نَسِيَتْ لَهَا السُّكْنَى وَ النَّفَقَةُ ،