( ممَا جَاءَ فِي : طَلَاقِ الْمَعْتُوهِ .. باب منه 1 )
حَدَّثَنَاقُتَيْبَةُحَدَّثَنَايَعْلَى بْنُ شَبِيبٍعَنْهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَعَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهم
عَنْأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيهاقَالَتْ
[ كَانَ النَّاسُ وَالرَّجُلُ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ مَا شَاءَ أَنْ يُطَلِّقَهَا
وَ هِيَ امْرَأَتُهُ إِذَا ارْتَجَعَهَا وَ هِيَ فِي الْعِدَّةِ وَ إِنْ طَلَّقَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ أَوْ أَكْثَرَ
حَتَّى قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ وَ اللَّهِ لَا أُطَلِّقُكِ فَتَبِينِي مِنِّي وَ لَا آوِيكِ أَبَدًا
قَالَتْ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ أُطَلِّقُكِ فَكُلَّمَا هَمَّتْ عِدَّتُكِ أَنْ تَنْقَضِيَ رَاجَعْتُكِ
فَذَهَبَتْ الْمَرْأَةُ حَتَّى دَخَلَتْ عَلَىعَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا فَسَكَتَتْعَائِشَةُ
حَتَّى جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَأَخْبَرَتْهُ
فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ حَتَّى نَزَلَ الْقُرْآنُ
{الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}
قَالَتْعَائِشَةُ فَاسْتَأْنَفَ النَّاسُ الطَّلَاقَ مُسْتَقْبَلًا مَنْ كَانَ طَلَّقَ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَّقَ]
حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ حَدَّثَنَاعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَعَنْهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
عَنْ أَبِيهِ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْعَائِشَةَ
قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِيَعْلَى بْنِ شَبِيبٍ
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَايَعْلَى بْنُ شُبَيْبٍ)
الْمَكِّيُّ مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ لَيِّنُ الْحَدِيثِ مِنَالثَّامِنَةِ ، كَذَا فِي التَّقْرِيبِ ،
وقَالَ فِي الْخُلَاصَةِوَثَّقَهُابْنُ حِبَّانَ، ونُقِلَ عَنْ هَامِشِ الْخُلَاصَةِ عَنِ التَّهْذِيبِ ،
وَوَثَّقَهُالنَّسَائِيُّوَأَبُو زُرْعَةَ.
قَوْلُهُ : ( كَانَ النَّاسُ )
أَيْ : فِي الْجَاهِلِيَّةِ
( وَهِيَ امْرَأَتُهُ إِذَا ارْتَجَعَهَا ، وَهِيَ فِي الْعِدَّةِ ، وَإِنْ طَلَّقَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ، أَوْ أَكْثَرَ ) الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ
( وَإِنْ طَلَّقَهَا ) وَصْلِيَّةٌ ، وَالْمَعْنَى : كَانَ لَهُ الرَّجْعَةُ مَا دَامَتْ فِي الْعِدَّةِ ،
وإِنْ طَلَّقَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ ، أَوْ أَكْثَرَ
( وَلَا آوِيكِ ) مِنَ الْإِيوَاءِ أَيْ : لَا أُسْكِنُكِ فِي مَنْزِلِي ، قَالَهُ فِي مَجْمَعِ الْبِحَارِ أَرَادَ الرَّجْعَةَ . انْتَهَى ،
قَالَ فِي الْقَامُوسِ : أَوَيْتُ مَنْزِلِي وَإِلَيْهِ أُوِيًّا بِالضَّمِّ وَيُكْسَرُ
وَأَوَّيْتُ تَأْوِيَةً وَتَأَوَّيْتُ وَاتَّوَيْتُ وَائْتَوَيْتُ نَزَلْتُهُ بِنَفْسِي وَسَكَنْتُهُ
وَأَوَيْتُهُ وَأَوَّيْتُهُ وَآوَيْتُهُ أَنْزَلْتُهُ . انْتَهَى
( فَكُلَّمَا هَمَّتْ عِدَّتُكَ أَنْتَنْقَضِيَ ) الْهَمُّ الْقَصْدُ أَيْ : فَكُلَّمَا أَرَادَتْ وَقَصَدَتْ عِدَّتُكَ الِانْقِضَاءَ
وَالْمَعْنَى كُلَّمَا قَرُبَ كَانَ انْقِضَاءُ عِدَّتِكَالطَّلَاقُ مَرَّتَانِقَالَالْخَازِنُفِي تَفْسِيرِهِ مَعْنَى الْآيَةِ :
أَنَّ الطَّلَاقَ الرَّجْعِيَّ مَرَّتَانِ ، وَلَا رَجْعَةَ بَعْدَ الثَّالِثَةِ إِلَّا أَنْ تَنْكِحَ زَوْجًا آخَرَ ،
وهَذَا التَّفْسِيرُ هُوَ قَوْلُ مَنْ جَوَّزَ الْجَمْعَ بَيْنَ الطَّلَاقِ الثَّلَاثِ فِي دَفْعَةٍ وَاحِدَةٍ ،
وَهُوَالشَّافِعِيُّ، وقِيلَ مَعْنَى الْآيَةِ أَنَّ التَّطْلِيقَ الشَّرْعِيَّ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ تَطْلِيقَةً بَعْدَ تَطْلِيقَةٍ
عَلَى التَّفْرِيقِ دُونَ الْجَمْعِ وَالْإِرْسَالِ دَفْعَةً وَاحِدَةً ، وَهَذَا التَّفْسِيرُ هُوَ قَوْلُ مَنْ قَالَ :
إِنَّ الْجَمْعَ بَيْنَ الثَّلَاثَةِ حَرَامٌ ، إِلَّا أَنَّأَبَا حَنِيفَةَرَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ يَقَعُ الثَّلَاثُ ،
وَإِنْ كَانَ حَرَامًافَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍيَعْنِي : بَعْدَ الرَّجْعَةِ ،
وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا رَاجَعَهَا بَعْدَ التَّطْلِيقَةِ الثَّانِيَةِ فَعَلَيْهِ أَنْ يُمْسِكَهَا بِالْمَعْرُوفِ ،
وَهُوَ كُلُّ مَا عُرِفَ فِي الشَّرْعِ مِنْ أَدَاءِ حُقُوقِ النِّكَاحِ وَحُسْنِ الصُّحْبَةِأَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍيَعْنِي :
أَنَّهُ يَتْرُكُهَا بَعْدَ الطَّلَاقِ حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا مِنْ غَيْرِ مُضَارَّةٍ ،
وَقِيلَ : هُوَ أَنَّهُ إِذَا طَلَّقَهَا أَدَّى إِلَيْهَا جَمِيعَ حُقُوقِهَا الْمَالِيَّةِ ،
وَلَا يَذْكُرُهَا بَعْدَ الْمُفَارَقَةِ بِسُوءٍ ، وَلَا يُنَفِّرُ النَّاسَ عَنْهَا ، كَذَا فِي تَفْسِيرِالْخَازِنِ
(فَاسْتَأْنَفَ النَّاسُ الطَّلَاقَ مُسْتَقْبَلًا مَنْ كَانَ طَلَّقَوَمَنْ لَمْ يَكُنْ طَلَّقَ )
وفِي رِوَايَةٍ عَنْعُرْوَةَ :
فَاسْتَقْبَلَ النَّاسُ الطَّلَاقَ جَدِيدًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ مَنْكَانَ طَلَّقَ ، أَوْ لَمْ يُطَلِّقْ .
قَوْلُهُ : ( وَ هَذَا أَصَحُّ مِنْحَدِيثِيَعْلَى بْنِ شُبَيْبٍ)
يَعْنِي : حَدِيثَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ شُبَيْبٍ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ ،
فَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ أَوْثَقُ مِنْ يَعْلَى بْنِ شُبَيْبٍ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .