( ممَا جَاءَ فِي : التُّجَّارِ وَ تَسْمِيَةِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ إِيَّاهُمْ .. 2 منه
) حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِلَى الْمُصَلَّى فَرَأَى النَّاسَ يَتَبَايَعُونَ
فَقَالَ يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ فَاسْتَجَابُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَ رَفَعُوا أَعْنَاقَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ إِلَيْهِ فقال :
( إِنَّ التُّجَّارَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا إِلَّا مَنْ اتَّقَى اللَّهَ وَ بَرَّ وَ صَدَقَ )
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَيُقَالُ إِسْمَعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رِفَاعَةَ أَيْضًا
قَوْلُهُ : ( عَنْإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ)
بِالتَّصْغِيرِ ، وَيُقَالُ لَهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ أَيْضًا كَمَا صَرَّحَ بِهِ التِّرْمِذِيُّ
( بْنِ رِفَاعَةَ ) بِكَسْرِ الرَّاءِ
( عَنْ أَبِيهِ ) عُبَيْدٍ ( عَنْ جَدِّهِ ) رِفَاعَةَ ) ،
وَهُوَ رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْعَجْلَانِ أَبُو مُعَاذٍ الْمَدَنِيُّ
بَدْرِيٌّ جَلِيلٌ لَهُ أَحَادِيثُ أَفْرَدَ لَهُ الْبُخَارِيُّ ثَلَاثَةَ أَحَادِيثَ ،
وَعَنْهُ ابْنَاهُ مُعَاذٌ وَعُبَيْدٌ مَاتَ فِي أَوَّلِ خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ
قَوْلُهُ : ( إِنَّ التُّجَّارَ- كيف يبعثون يوم القيامة - )
بِضَمِّ الْفَوْقِيَّةِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ جَمْعُ تَاجِرٍ
( يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا ) جَمْعُ فَاجِرٍ مِنَ الْفُجُورِ
( إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ ) بِأَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ كَبِيرَةً ، وَلَا صَغِيرَةً مِنْ غِشٍّ وَخِيَانَةٍ
أَيْ : أَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ ، فِي تِجَارَتِهِ ، أَوْ قَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ
( وَصَدَقَ ) أَيْ : فِي يَمِينِهِ وَسَائِرِ كَلَامِهِ ،
قَالَ الْقَاضِي : لَمَّا كَانَ مِنْ دَيْدَنِ التُّجَّارِ التَّدْلِيسُ فِي الْمُعَامَلَاتِ
وَالتَّهَالُكُ عَلَى تَرْوِيجِ السِّلَعِ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُمْ مِنَ الْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ وَنَحْوِهَا
حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ ،
وَاسْتَثْنَى مِنْهُمْ مَنِ اتَّقَى الْمَحَارِمَ وَبَرَّ فِي يَمِينِهِ وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ ،
وإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّارِحُونَ وَحَمَلُوا الْفُجُورَ عَلَى اللَّغْوِ وَالْحَلِفِ ،
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .