الحمد لله حمدًا كثيرًا كما أجزل بالعطاء وأنعم، الحمد لله حمدًا كما علَّمنا
ما لم نكن نعلَم، حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه،
والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وأزواجه الطيبين
فقد جمعتُ - بفضل الله - باقةً طيِّبةً من لطائف القرآن التي وقفتُ عليها
بنفسي، واستمتعْتُ باستخلاصها، وأردتُ أن أنشرها هنا لإخوتي؛
لينعَمَ الجميعُ بها، سائلةً المولى - عز وجل - أن يجعل ما كتبتُ مِن العلم
النافع الذي يَنتفع به صاحبه، وأن يتقبله مِنِّي بقَبول حسن، ويكون خالصًا
لوجهه الكريم، اللهم آمين.
إحدى وثلاثون لطيفة من لطائف القرآن:
1-{ يَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي }
الداعية الصادق يُخرج مِن دعوته كلَّ ما يتعلق بحظوظ نفسه ومطالبها.
2-{ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا }
السنن الإلهية لا تُحابي مخلوقًا؛ فكثرة الخَبث تُهلك الصالحين،
وهذا الكليم - عليه السلام - يَعتذر لربه عن بعض ما صدر من سفهاء قومه.
3-{ قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ }
التأني في الحكم على الأمور مِن منهج الأنبياء
{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }
4- { رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي }
عندما تدعو بهذا الدعاء تذكَّر أن للتيسير شروطًا وردَت في قوله تعالى-:
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }
• ابحث عن التقوى تجد اليسْر
{ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
• حتى الناس تُيسِّر على المتقين؛ قال -تعالى- على لسان ذي القرنين:
{ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا }
5- { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }
البعض يتحرَّج أن يُنكِر على شخص يرى فيه علامات الصلاح،
وهذا خطأ جسيم قلَّما نُدركه، ولم يَغفُل عنه الكليمُ موسى عليه السلام
{ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }
6- { أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ }
الإنكار يأتي على حسب الفعل المُرتكَب، ومنهج الكليم - عليه السلام - كان:
{ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
منهج رائع يَستحِقُّ أن نتبعه.
7- { حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ
أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
يُحرِّج علينا البعض أن نتساءل: "متى نصْر الله؟"،
ولسْنا بأفضل مِن الرسول - عليه الصلاة والسلام - وصحابته الكرام،
ولعلَّ مقام السؤال هنا يُعجِّل بالفرج مِن الكبير المتعال.
8-{ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ }
عندما تُبتلى بطاغية تَعجِز عن مجابهته، فعليك بالاستعاذة؛
فإنها نجاة لصاحبها مِن شياطين الإنس والجنِّ.
9-{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }
• عندما تقرأ هذه الآية تذكَّر أن الصراط المستقيم هو :
{ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }
• والداعي للصراط هو محمد -صلى الله عليه وسلم-
{ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
• والعدو المتربِّص بك على الصراط هو إبليس
{ لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }
10-{ مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ }
هناك مَن يَجهل الطريق كأصحاب الأعراف تمامًا،
استوى عندهم الصالح بالطالح، يقفون حيارى بلا هُوية !
11- { كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
المتخوِّفون صاحوا بموسى قائلين:
فردَّ الكليم - عليه السلام - بكلِّ ثِقة ويقين:
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }
12-{ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ }
كلمات أتَت لتدلَّ على عظيم الكرب وشدَّة الخطْب، وأشدُّ ما تحقق الصبر
حين تبلغ المصيبة منك كل مبلغ.
13- { فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ }
لا تُحمِّل شخصًا خطأ غيره، وتذكَّر أن الله قال:
{ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ }
14-{ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ }
رحمة الله تُفتح لكل عاصٍ ومذنب ومفرِّط، أبواب شتى قد يغلقها الملوك
15- { أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ }
المُداهنات لا تُغري الداعية الصادق مهما زيَّن لها الآخَرون،
فهو مُترقِّب لأن يكون من :
{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ }