( ممَا جَاءَ فِي : التَّبْكِيرِ بِالتِّجَارَةِ )
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ رضى الله تعالى عنهم
عَنْصَخْرٍ الْغَامِدِيِّرضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا )
قَالَ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ
وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ
فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَبُرَيْدَةَ وَأَنَسٍ
وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَجَابِرٍ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ
وَلَا نَعْرِفُ لِصَخْرٍ الْغَامِدِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ
وَ قَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ هَذَا الْحَدِيثَ
التَّبْكِيرُ مِنَ الْبُكُورِ قَالَ فِي الصُّرَاحِ
" بكور بكاه برخاستن وبامداد كردن وبإمداء رفتن "
يُقَالُ : بَكَرْتُ وَأَبْكَرْتُ وَبَكَّرْتُ وَبَاكَرْتُ وَابْتَكَرْتُ كُلُّهُ بِمَعْنًى . انْتَهَى.
قَوْلُهُ : ( حَدَّثَنَايَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ)
بِفَتْحِ مُهْمَلَةٍ وَسُكُونِ وَاوٍ وَفَتْحِ رَاءٍ وَبِقَافٍ ثِقَةٌ مِنَ الْعَاشِرَةِ
( حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ) هُوَ هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ السُّلَمِيُّ أَبُو مُعَاوِيَةَ
قَالَ يَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ : كَانَ عِنْدَ هُشَيْمٍ عِشْرُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ ،
وقَالَ الْعِجْلِيُّ : ثِقَةٌ يُدَلِّسُ ،
وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : ثِقَةٌ حُجَّةٌ إِذَا قَالَ : أَنْبَأَنَا
( عَنْ عُمَارَةَ ) بِضَمِّ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ
( بْنِ حَدِيدٍ ) بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ ، وَكَسْرِ الدَّالِ الْأُولَى ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ،
وَ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ مَجْهُولٌ .
قَوْلُهُ : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا )
أَيْ : أَوَّلِ نَهَارِهَا ، والْإِضَافَةُ لِأَدْنَى مُنَاسَبَةٍ ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ
( قَالَ ، وَكَانَ ) أَيْ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً ، أَوْ جَيْشًا ) قَالَ فِي النِّهَايَةِ : السَّرِيَّةُ : طَائِفَةٌ مِنَ الْجَيْشِ
يَبْلُغُ أَقْصَاهَا أَرْبَعَمِائَةٍ تُبْعَثُ إِلَى الْعَدُوِّ ، جَمْعُهَا السَّرَايَا . انْتَهَى .
( فَأَثْرَى ) أَيْ : صَارَ ذَا ثَرْوَةٍ بِسَبَبِ مُرَاعَاةِ السُّنَّةِ ،
وإِجَابَةِ هَذَا الدُّعَاءِ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَذَا فِي اللُّمَعَاتِ
( وَكَثُرَ مَالُهُ ) عَطْفُ تَفْسِيرٍ .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنْعَلِيٍّوَ بُرَيْدَةَإِلَخْ )
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ فِي تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ فِي تَرْجَمَةِ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ
بَعْدَ ذِكْرِ حَدِيثِ الْبَابِ مِنْ طَرِيقِهِ مَا لَفْظُهُ :
وفِي الْبَابِ عَنْ أَنَسٍ بِإِسْنَادٍ تَالِفٍ ، وعَنْ بُرَيْدَةَ مِنْ طَرِيقِ أَوْسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ،
وَهُوَ لَيِّنٌ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ وَجْهَيْنِ لَمْ يَصِحَّا . انْتَهَى ،
وأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَأَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ بِلَفْظِ :
" اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا "
وفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظِ :
" اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا يَوْمَ الْخَمِيسِ " أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ ،
وفِي الْبَابِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ كَمَا سَتَقِفُ .
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُصَخْرٍ الْغَامِدِيِّحَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ ،
قَالَ الذَّهَبِيُّ فِي تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ :
صَخْرٌ لَا يُعْرَفُ إِلَّا فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْوَاحِدِ ، وَلَا قِيلَ إِنَّهُ صَحَابِيٌّ إِلَّا بِهِ ،
وَلَا نَقَلَ ذَلِكَ إِلَّا عُمَارَةُ ، وعُمَارَةُ مَجْهُولٌ كَمَا قَالَ الرَّازِيَّانِ ،
وَلَا يُفْرَحُ بِذِكْرِ ابْنِ حِبَّانَ لَهُ بَيْنَ الثِّقَاتِ
فَإِنَّ قَاعِدَتَهُ مَعْرُوفَةٌ مِنَ الِاحْتِجَاجِ بِمَنْ لَا يُعْرَفُ ،
تَفَرَّدَ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْهُ يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ ،
قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ : أَمَّا قَوْلُهُ حَسَنٌ فَخَطَأٌ . انْتَهَى كَلَامُ الذِّهْبِيِّ .
قُلْتُ الْأَمْرُ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ ، قَالَ الْمُنْذِرِيُّ فِي التَّرْغِيبِ
بَعْدَ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ رَوَوْهُ كُلُّهُمْ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ حَدِيدٍ عَنْ صَخْرٍ ،
وَعُمَارَةُ بْنُ حَدِيدٍ بَجَلِيٌّ سُئِلَ عَنْهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ،
فَقَالَ : مَجْهُولٌ ، وَسُئِلَ عَنْهُ أَبُو زُرْعَةَ : فَقَالَ لَا يُعْرَفُ ،
وقَالَ أَبُو عُمَرَ النَّمَرِيُّ : صَخْرُ بْنُ وَدَاعَةَ الْغَامِدِيُّ
-وَغَامِدٌ فِي الْأَزْدِ - سَكَنَ الطَّائِفَ، وَهُوَ مَعْدُودٌ فِي أَهْلِ الْحِجَازِ
رَوَى عَنْهُ عُمَارَةُ بْنُ حَدِيدٍ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غَيْرُ يَعْلَى الطَّائِفِيُّ،
وَلَا أَعْرِفُ لِصَخْرٍ غَيْرَ حَدِيثِ : بُورِكَ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا ،
وهُوَ لَفْظٌ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . انْتَهَى كَلَامُهُ ،
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو عُمَرَ : قَدْ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ عَلِيٌّ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ،
وَابْنُ مَسْعُودٍ ، وَابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ وَالنَّوَّاسُ بْنُ سَمْعَانَ وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ
وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَبَعْضُ أَسَانِيدِهِ جَيِّدٌ وَ نُبَيْطُ بْنُ شَرِيطٍ ،
وزَادَ فِي حَدِيثِهِ : يَوْمَ خَمِيسِهَا ،
و بُرَيْدَةُ وَأَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَائِشَةُ ،
وَغَيْرُهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ،
وفِي كَثِيرٍ مِنْ أَسَانِيدِهَا مَقَالٌ ، وَبَعْضُهَا حَسَنٌ ،
وَقَدْ جَمَعْتُهَا فِي جُزْءٍ وَبَسَطْتُ الْكَلَامَ عَلَيْهَا ،
ورُوِيَ عَنْأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهَا و عن أبيها قَالَتْ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( بَاكِرُوا لِلْغُدُوِّ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ فَإِنَّ الْغُدُوَّ بَرَكَةٌ وَ نَجَاحٌ )
رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ،
وَ رُوِيَ عَنْعُثْمَانَرَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى تعالى عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( نَوْمُ الصُّبْحَةِ يَمْنَعُ الرِّزْقَ )
رَوَاهُ أَحْمَدُ ، وَالْبَيْهَقِيُّ ، وَغَيْرُهُمَا ، وأَوْرَدَهُمَا ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ ،
وَهُوَ ظَاهِرُ النَّكَارَةِ ،
ورُوِيَعَنْ السيدة / فَاطِمَةَ الزهراء / بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ :
[ مَرَّ بِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ـ
وَ أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مُتَصَبِّحَةٌ ـ فَحَرَّكَنِي بِرِجْلِهِ ،
ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه و سلم
( يَا بُنَيَّةَ قُومِي اشْهَدِي رِزْقَ رَبِّكَ ،
وَ لَا تَكُونِي مِنَ الْغَافِلِينَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يُقَسِّمُ أَرْزَاقَ النَّاسِ
مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ )
رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَرَوَاهُ أَيْضًا
عَنْعَلِيٍّبن أبي طالب رضى الله تعالى عنه قَالَ :
[ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَلَى فَاطِمَةَ بَعْدَ أَنْ صَلَّى الصُّبْحَ ،
وَ هِيَ نَائِمَةٌ فَذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ ] ،
مِنْ حَدِيثِعَلِيٍّرضى الله تعالى عنه قَالَ :
[ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ]
انْتَهَى مَا فِي التَّرْغِيبِ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .