( ممَا جَاءَ فِي : الرُّخْصَةِ فِي الشِّرَاءِ إِلَى أَجَلٍ )
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمَرُو بْنُ عَلِيٍّ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ
أَخْبَرَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ رضى الله تعالى عنهم
عَنْأم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيهاقَالَتْ:
[ كَانَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ غَلِيظَانِ
فَكَانَ إِذَا قَعَدَ فَعَرِقَ ثَقُلَا عَلَيْهِ فَقَدِمَ بَزٌّ مِنْ الشَّامِ لِفُلَانٍ الْيَهُودِيِّ
فَقُلْتُ لَوْ بَعَثْتَ إِلَيْهِ فَاشْتَرَيْتَ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى الْمَيْسَرَةِ
فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيدُ
إِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يَذْهَبَ بِمَالِي أَوْ بِدَرَاهِمِي
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( كَذَبَ قَدْ عَلِمَ أَنِّي مِنْ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ وَ آدَاهُمْ لِلْأَمَانَةِ )
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ وَأَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَائِشَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ
وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ أَيْضًا عَنْ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ قَالَ
وَسَمِعْت مُحَمَّدَ بْنَ فِرَاسٍ الْبَصْرِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ الطَّيَالِسِيَّ يَقُولُ
سُئِلَ شُعْبَةُ يَوْمًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ لَسْتُ أُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تَقُومُوا إِلَى حَرَمِيِّ بْنِ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ
فَتُقَبِّلُوا رَأَسَهُ قَالَ وَحَرَمِيٌّ فِي الْقَوْمِ
قَالَ أَبُو عِيسَى أَيْ إِعْجَابًا بِهَذَا الْحَدِيثِ
وَبَوَّبَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ بِلَفْظِ :
بَابُ شِرَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّسِيئَةِ قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ :
الشِّرَاءُ بِالنَّسِيئَةِ جَائِزٌ بِالْإِجْمَاعِ ، قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : لَعَلَّ الْمُصَنِّفَ يَعْنِي :
الْبُخَارِيَّ تَخَيَّلَ أَنَّ أَحَدًا يَتَخَيَّلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَشْتَرِي بِالنَّسِيئَةِ
فَأَرَادَ دَفْعَ ذَلِكَ التَّخَيُّلِ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ ( ثَوْبَيْنِ قِطْرِيَّيْنِ )
كَذَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ ، وفِي بَعْضِهَا : ثَوْبَانِ قِطْرِيَّانِ ، وَهُوَ الْقِيَاسُ ،
قَالَ فِي النِّهَايَةُ : قِطْرِيٌّ بِكَسْرِ الْقَافِ : ضَرْبٌ مِنَ الْبُرُودِ فِيهِ حُمْرَةٌ ،
وَلَهُ أَعْلَامٌ ، وفِيهِ بَعْضُ خُشُونَةٍ
( فَقَدِمَ بَزٌّ ) هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ
( إِلَى الْمَيْسَرَةِ ) أَيْ : مُؤَجَّلًا إِلَى وَقْتِ الْيُسْرِ
( قَدْ عَلِمْتُ مَا يُرِيدُ ) مَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ عَلَّقَ الْعِلْمَ ، أَوْ مَوْصُولَةٌ ، وَالْعِلْمُ بِمَعْنَى الْعِرْفَانِ
( وَآدَاهُمْ ) قَالَ فِي الْمَجْمَعِ بِمَدِّ أَلِفٍ أَيْ : أَحْسَنُهُمْ وَفَاءً . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنِابْنِ عَبَّاسٍ)
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ
( وَأَنَسٍ ) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ أَيْضًا
( وَأَسْمَاءَ ابْنَةِ يَزِيدَ ) لِيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَ حَدِيثَهَا
قَوْلُهُ : ( حَتَّى تَقُومُوا إِلَى حَرَمِيِّ بْنِعُمَارَةَ)
بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، وَحَرَمِيٌّ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَالرَّاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَبِشِدَّةِ التَّحْتَانِيَّةِ ،
وَ إِنَّمَا قَالَ شُعْبَةُلِلْقَوْمِ لِتَقْبِيلِ رَأْسِهِ لِإِعْزَازِهِ وَإِكْرَامِهِ ؛
لِأَنَّهُ هُوَ ابْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ الَّذِي رَوَى شُعْبَةُ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .