( ممَا جَاءَ فِي : الرُّخْصَةِ فِي الشِّرَاءِ إِلَى أَجَلٍ .. 1 منه )
حَدَّثَنَامُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍحَدَّثَنَاابْنُ أَبِي عَدِيٍّعَنْهِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ
عَنْقَتَادَةَعَنْأَنَسٍقَالَمُحَمَّدٌوَ حَدَّثَنَامُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ
قَالَ حَدَّثَنَاأَبِي عَنْقَتَادَةَرضى الله تعالى عنهم
عَنْأَنَسٍرضى الله تعالى عنه
[ قَالَمَشَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ وَ إِهَالَةٍ سَنِخَةٍ
وَ لَقَدْ رُهِنَ لَهُ دِرْعٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِعِشْرِينَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَخَذَهُ لِأَهْلِهِ
وَ لَقَدْ سَمِعْتُهُ صلى الله عليه و سلم ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ
( مَا أَمْسَى فِي آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
صَاعُ تَمْرٍ وَ لَا صَاعُ حَبٍّ )
وَ إِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
(قَالَمُحَمَّدٌ)هُوَ ابْنُ بَشَّارٍ
( مَشَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِخُبْزِ شَعِيرٍ ) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ :
وَقَعَلِأَحْمَدَمِنْ طَرِيقِشَيْبَانَعَنْقَتَادَةَعَنْأَنَسٍ :
لَقَدْ وَعَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى خُبْزِ شَعِيرٍ وَإِهَالَةِ سَنِخَةٍ
فَكَأَنَّ الْيَهُودِيَّ دَعَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى لِسَانِأَنَسٍ
فَلِهَذَا قَالَ : مَشَيْتُ إِلَيْهِ بِخِلَافِ مَا يَقْتَضِيهِ ظَاهِرُهُ أَنَّهُ أَحْضَرَ ذَلِكَ إِلَيْهِ . انْتَهَى .
( وَإِهَالَةٍ ) قَالَ فِي الْقَامُوسِ : الْإِهَالَةُ : الشَّحْمُ ، أَوْ مَا أُذِيبَ مِنْهُ ،
أَوْ الزَّيْتُ ، وَكُلُّ مَا ائْتُدِمَ بِهِ
( سَنِخَةٍ ) بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ ، وَكَسْرِ النُّونِ ، الْمُتَغَيِّرَةُ الرِّيحِ
( مَعَ يَهُودِيٍّ ) وفِي بَعْضِ النُّسَخِ عِنْدَ يَهُودِيٍّ ، قَالَ الْعُلَمَاءُ :
وَالْحِكْمَةُ فِي عُدُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُعَامَلَةِ مَيَاسِيرِ الصَّحَابَةِ إِلَى مُعَامَلَةِالْيَهُودِ
إِمَّا بَيَانُ الْجَوَازِ ، أَوْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ إِذْ ذَاكَ طَعَامٌ فَاضِلٌ عَنْ حَاجَتِهِمْ ،
أَوْ خُشِيَ أَنَّهُمْ لَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ ثَمَنًا ، أَوْ عِوَضًا ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
( بِعِشْرِينَ صَاعًا ) وفِي رِوَايَةٍ لِلشَّيْخَيْنِ : بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ،
ولَعَلَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَهَنَهُ أَوَّلَ الْأَمْرِ فِي عِشْرِينَ ، ثُمَّ اسْتَزَادَهُ عَشَرَةً .
فَرَوَاهُ الرَّاوِي تَارَةً عَلَى مَا كَانَ الرَّهْنُ عَلَيْهِ أَوَّلًا ، وَتَارَةً عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ آخِرًا ،
وقَالَ فِي الْفَتْحِ : لَعَلَّهُ كَانَ دُونَ الثَّلَاثِينَ فَجُبِرَ الْكَسْرُ تَارَةً وَأُلْقِيَ الْجَبْرُ أُخْرَى . انْتَهَى .
( وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ ذَاتَ يَوْمٍ يَقُولُ ) قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : هُوَ كَلَامُأَنَسٍ،
( وَالضَّمِيرُ فِيسَمِعْتُهُ ) لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
أَيْ : قَالَ ذَلِكَ لَمَّا رَهَنَ الدِّرْعَ عِنْدَ الْيَهُودِيِّ مُظْهِرًا لِلسَّبَبِ فِي شِرَائِهِ إِلَى أَجَلٍ ،
وَذَهِلَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَلَامُقَتَادَةَوَجَعَلَ الضَّمِيرَ فِي سَمِعْتُهُلِأَنَسٍ؛
لِأَنَّهُ إِخْرَاجٌ لِلسِّيَاقِ عَنْ ظَاهِرِهِ بِغَيْرِ دَلِيلٍ . انْتَهَى .
( وَإِنَّ عِنْدَهُ يَوْمَئِذٍ لَتِسْعَ نِسْوَةٍ ) قَالَ الْحَافِظُ مُنَاسَبَةُ ذِكْرِأَنَسٍلِهَذَا الْقَدْرِ
مَعَ مَا قَبْلَهُ الْإِشَارَةُ إِلَى سَبَبِ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا وَأَنَّهُ لَمْ يَقُلْهُ مُتَضَجِّرًا ،
وَلَا شَاكِيًا مَعَاذَ اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ ،
وَإِنَّمَا قَالَهُ مُعْتَذِرًا عَنْ إِجَابَةِ دَعْوَةِ الْيَهُودِيِّ وَلِرَهْنِهِ عِنْدَهُ دِرْعَهُ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَغَيْرُهُ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .